لا تعتبي.. فلنا في صمتنا عتَبُ
أخجلتِنا بجميلِ الصبرِ يا حَلَبُ
نمشي ونحن عراةٌ من عروبتنا
والدهر يَضحكُ لمَّا صِحْتِ: يا عربُ
حتى بكى عجباً منا ومنكِ على
ما لَمْ نَصُنْ، فبكى من أمره العَجَبُ
أمٌّ تضمُّ فتاها مَيِّتاً فإذا
بالدمع يخذلها، والآه تَحتجِبُ
*نَمْ يا بُنَيَّ...* وتدنو منه تلثُمُه
والذكرُ يقرؤه ملءَ الرجاءِ أبُ
لا نعشَ يُحمَلُ فيه المخلِصون، ولا
في الأرض ما يَسَعُ الأنذالَ إن هَربوا
يا أمَّةً نقضَتْ عهداً وليس لها
طَرْفٌ يَرِفُّ، ولا قلبٌ بها يَثِبُ
لا شيء يُشعرها بالذنب مثل بني
يعقوب حين على من عاهدوا كذبوا
إني لأَخجلُ مِنَّا كلما قَصَفوا
دُوراً تَخِرُّ وأهلاً هَابَهُمْ رَهَبُ
لا ثأر يُوجِعُنا، يَا لَيْتنا حجرٌ
نُرمَى، ويقذِفُنا مَن هَزَّهُ الغَضَبُ
يا أُمَّتي.. أعَلَى هذا نُردِّدُها
منذ الصِّبا، وبِحِبْر الصِّدْق ننكَتِبُ؟
*روحي فِدَا وطنِ الأحرارِ*.. كيف بنا
بِعْنَا أُخُوَّتَنا والموتُ يُرتَكَبُ؟
يا أمَّتي.. أوَليسَ الشَّامُ من دَمِنا؟
أْم أننا وطنٌ، والشامُ مُغْتَرَبُ؟
...