أبدأ بالصلاة والسلام على النبي ...
ثم ..
يعيش المرء في خير إذا ما
تعوَّد أن يلوم ولا يُلاما
فما الدنيا مقيمٌ أنت فيها
وما دامت لك الدنيا مُقاما
وإنَّك عابرٌ فيها ومنها
فإمّا فائزًا إمّا نَداما
فهيّأ للمفازة كلّ جهدٍ
ودعْ عنْكَ المخاسر كُنْ هماما
وكُنْ للخير مأموما و داع ٍ
فيوما قد تكون لهُ إماما
وإنْ دَرّتْ لك الأيّام خيرًا
فعاملْها كمن يخشى الفطاما
وإنْ أبدت لك الأيام سوءًا
فكُن بالحمدِ درعا أو حساما
وصابر في الحياةِ لعلّ صبرًا
ترومُ بفعلهِ مالا يُراما
وخالِق في الورى من كان شهمًا
فإنّ الشهم يكرهُ أنْ تُضاما
وصادِقْ من سيَصْدُقك التآخي
وحاذر كلّ من يقْفُو حراما
وعاشر باللطافة كلّ خلٍّ
بحُبٍّ قبْلهُ أبدى احتراما
وقلبٌ لو خلا من أيّ حبٍّ
فذاك القلب مملوءٌ ظلاما
وإنّي لو ألاقي أيّ بأس ٍ
بأمر الله يصبح لي سلاما
وشعري أدهمٌ كالخيل يمضي
فما يخشى النزال ولا احتداما
وصدر البيت عندي كالرديني
وعجز البيت يردفهُ سهاما
وإنّي إنْ هممت بسبْر حيٍّ
أفضتُ عليه من جودي غماما
فإنّ الجود كاشف كلّ وجهٍ
كفعل الكشف عن ثغر ٍ لثاما
وإنّي للقصيدة نار عشق ٍ
أذكّيها وأشعلها ضراما
فيبصر من رآها كل خلٍّ
خليلًا كان يعشقهُ هياما
وشعري خمرةٌ من غير ساقٍ
وما كانت مُدامًا بل كلاما
وإنّي رغم هذا قيد حسْن ٍ
أعيش بقيدهِ عمري وئاما
فلو خلّى سبيلي ثمّ ولّى
تجلّى قولُ فلتَذُقِ الحِمَاما
وإنّي عابدٌ ربّي وأرجو
ثبات عبادةٍ تهدي استقاما
وأشهدُ لا إله سواك ربّي
وأنّك ربّنا ربّ المَقاما
وأختمُ بالصلاة على نبيي
شفيعي عدّ من صلّى وصاما