|
عز الوفاء بدهرنا وتداعى |
وملا التعالي للورى الأسماعا |
والغدر أنشب بالقلوب أظافرا |
وعدا يمزق جهرة أجذاعا |
ووشائجا كانت بعصر سابق |
تعطي الأنام بعيشها الإمتاعا |
وتبيح للكل التعافي والنقا |
فيهم تبث من السرور سماعا |
ومحاسنا ترتاح فيها مهجة |
ترجو بأكناف الحلال متاعا |
ومكارما رقت وجلت أينما |
وجهت وجهك تلتقي الأشياعا |
والآن حلت بالأنام نوازغ |
رامت بأصناف الهوى استمتاعا |
فالصدق قَلَّ ولا أقول قد انتهى |
لكنه ألفى الغَرُور مطاعا |
فثوى حزينا في غياهب ندرة |
يرنو بأصقاع الحياة صراعا |
أودي بأيام الوفاء صريعة |
تصلى بنيران السعير خِدَاعَا |
وتؤم بالعيش الكئود لجاجة |
تغشى التخوم وتأسر الأرباعا |
يا من لقيتم بالحياة مواقفا |
ضمت مكيرا بالنوى خَدَّاعا |
ماذا عليكم لو أصبتم وجهة |
فيها وجدتم عدلها لمَّاعا ؟! |
يا زوجة الإخلاص نلت خديعة |
كانت لزوج بالتراب شراعا |
في مركب الإتلاف سن سنانه |
نهبا يلاحق بالردى الإبداعا |
قولي له بين القبور : خدعتني |
قد كنت أرجو أن أقول : وداعا |
قد عشت دهرا بالفراق حبيسة |
بالبعد أرجو قربك الْمَنَّاعا |
أظهرت وجها ذا ابتسام ضاحكا |
يبدي البشاشة للجميع قناعا |
وسترت سمتا ذا وجوم جامد |
سمتا مريبا خادعا جَمَّاعا |
للغدر والإسراف في زيف بدا |
لما هرعنا (للمطار) سراعا |
فلقيت من كانت لديك حبيبة |
ترجو التراث وثُمْنَها والباعا |
مدَّت بأوراق الزواج جريئة |
بجوار صندوق الفناء ذراعا |
ما همها الموت المهيب لكي ترى |
تأجيل حق ترتجيه مُذاعا |
فالكل أدرك أن ضرة عيشتي |
نالت بتقسيم التراث مَشَاعَا |
وبدت لدينا بالجنازة لوعة |
تغشى فؤادا بالأسى ملتاعا |
يا من جعلتم بالحلال شوائبا |
فيها الحلال بما أفاض تداعى |
أكثرتم الظلم الشديد مسالكا |
وزرعتمُ فيه الجوى استزراعا |
ومزجتمُ الحق الأصيل بباطل |
يهمي لديكم بالنكاح رقاعا |
وتركتمُ القلب الحزين بضربه |
أخماس عد تضرب الأرباعا |
ماذا عليكم لو صدقتم ليتكم |
كنتم كراما ترتجون رفاعا |
في ملتقى الإخلاص في جو الوفا |
تبدون لله العليْ استرجاعا |
يا ليت من رام التعدد منهجا |
نلقاه عبدا للوليْ مطواعا |
عبدا صدوقا ذا وفاء عادلا |
نضرا جسورا بالصلاح شجاعا ! |
أما التي كانت بصدق فؤادها |
في قصة بثت لنا الأوجاعا |
فأقول صبرا فالإله المرتجى |
يعطي الصبورة بالرضا استجماعا |
رَبِّي الطفولة والمعين بعونه |
يرعاك يبسط بسطه أنواعا |
فالله خير حافظا لا تحسبي |
من كان في حفظ له قد ضاعا ! |