صفاء
يا صفاء الروح يا سوسنة
تسحر الدنيا سهولا وربا
تأسر الأرجاء حسنا والفضا
دون وجه الحسن والحب هبا
بعثت بسمتُهَا انشودةً
فتغشتنا مسرات الظبا
طلعها الزاهي لوى أعناق من
حضر العرس وأشجاه الصبا
أشرقت كالشمس في بارقة
مثل فجر بعد ليل وثبا
نظرت من حولها وابتسمت
ثم أغضت من حياء أدبا
طرفها الساجي تدلى خجلا
مذ رأى الكون يغني طربا
رفرفت أغصانها لما وفت
نخلة تمضي وترمي رطبا
ومشت كالظل في خطوتها
تنقش الأرض وتمضي بإبا
كقطاة غرد الكون لها
ضاحكا والأفق غيثا سكبا
يوم وافى عرسها حل الهنا
وتثنى الروض وازدانت ربا
وعيون الكل ترنو نحوها
ترمق الحسن بها و الهدبا
في حياء ودلال ساحر
كرمة في الروض طابت عنبا
فالندى والطل غنى لصفا
يوم وافى عرسها وانكتبا
يابنة الحسن وقد تيمته
مذ أتاك الحسن طفلا فربا
أنشدت أنغامه سيفونة
من ربا قحطان شدوا طيبا
بلغت أنغامه عرض المدى
ينثر الدر ويلقي الذهبا
في زفاف ماتع بانت به
نجمة الحي تواري الشهبا
غرد الأفق وطافت حوله
نسمات من تباريح الصبا
وبدت تمشي كما يمشي القطا
زهرة ينشد عنها الأدبا
بين أثواب الهدى رفت كما
رف زهر الحب أما وأبا
ترشف الأخلاق من فيضهما
وتغني بين أرياش الصبا
...
بين اردان الوفا والكرم
نشأت موصولة بالقيم
تتربى بين شطآن الندى
وحنان مترع بالشيم
تتثنى في ثياب نسجت
من حرير سندسي محكم
وجهها الوضاء باه حسنه
مثل حسن البدر في الليل العمي
قلبها الأبيض صاف كالسما
بعد صحو من هطول الديم
يا جمالا شف من هذا الصفا
يرتوي من فيضها القلب الضمي
بنت قحطان ظلال وارف
نهر حب دافق كالنسم
عرسها الممراح روض باسم
ضوع الكون بأحلى نغم
فهنيئا لك إدريس بها
فاغترف نهر صفاء واغنم
[/COLOR]