البركان الطائفي العربي
اليوم جميعنا نرَ بأن المنطقة العربية بأسرها تقف على حافة بركان طائفي كبير.!! قابل للإنفجار في أي وقت وتحت أقل ضغط .
كثيرًا ما حاولت أمريكا ومن ورائها الكيان الصهيوني إيقاد فتيله في العراق وفشلت رغم كثرة الدماء المسلمة التي سالت من كلا الطرفين,
وقد صنعته وجرّبته سابقـًا في لبنان وتحاول الآن تكراره مرة أخرى بسيناريوهات جديدة من خلال عملائها ,,
وغيرها من الدول العربية التي شملتها هذه الطائفية اليوم ,ولأن أضعف نقاط هذه الطائفية وأكرثها خلق للبلبه هي هذه الأيام
من شهر " محرم" نرَ وللأسف الشديد بعض الأشخاص في الكثير من الملتقيات والمنتديات
يُجيدون الضرب على وتر الطائفية وانتقاد الطرف الآخر من خلال نشرهم مواضيع تكفّرهم , ونشر نقاط الخلل في معتقداتهم .
وهم بذلك يصبّون الزيت على النار بتصرفاتهم تلك, حيث سيقوم الطرف الآخر بالرد وربما بأكثر من هذه الطريقة..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه علينا ..
ما الهدف من نشر هكذا مواضيع في هذه الأيام من هذا الشهر ؟؟
لماذا الآن يحاول بعض الأشخاص بقصد أو من غير قصد إيقاد هذه الحرب وهذه الفتنة ؟التي ستشتت شمل المسلمين
وهل الأصح أن (( نتحد أم ننتقد )) الطرف المسلم الآخر ؟؟
وننسَ عدونا الأول ( الكيان الصهيوني ) وقضيتنا المركزية (( فلسطين )) وأين نحن مما يحدث في سوريا ؟؟..
ولو كان هدفنا نشر الدّين الصحيح أليس الأجدر بنا أن نبدأ بالكلمة الطيبة وأن نوجّه بالطريقة الصحيحة ؟؟..
{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
قال الإمام القرطبي في تفسيره :
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا)
هَذَا اِسْتِمْرَار عَلَى الْوَصِيَّة لَهُمْ , وَالْأَخْذ عَلَى أَيْدِيهمْ فِي اِخْتِلَافهمْ فِي أَمْر بَدْر وَتَنَازُعهمْ .
(فَتَفْشَلُوا)
نُصِبَ بِالْفَاءِ فِي جَوَاب النَّهْي . وَلَا يُجِيز سِيبَوَيْهِ حَذْف الْفَاء وَالْجَزْم وَأَجَازَهُ الْكِسَائِيّ . وَقُرِئَ " تَفْشِلُوا " بِكَسْرِ الشِّين . وَهُوَ غَيْر مَعْرُوف .
(وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
أَيْ قُوَّتكُمْ وَنَصْركُمْ , كَمَا تَقُول : الرِّيح لِفُلَانٍ , إِذَا كَانَ غَالِبًا فِي الْأَمْر قَالَ الشَّاعِر : إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونَا
قال الشيخ السعدي في تفسيره :
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال.
( وَلا تَنَازَعُوا ) تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها، ( فَتَفْشَلُوا ) أي: تجبنوا ( وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )
أي: تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم، ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله.
( وَاصْبِرُوا ) نفوسكم على طاعة اللّه ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) بالعون والنصر والتأييد، واخشعوا لربكم واخضعوا له.
يقول الإمام الرازي: والقول الأول أقوى، لأنه تعالى جعل تنازعهم مؤثرًا في ذهاب الريح، ومعلوم أن اختلافهم لا يؤثر في هبوب الصبا.