أخي الفاضل " عبد الرحيم صابر " تحية ,
قولي نتعاون على ما نختلف فيه لا يعني عدم تبيان طبيعة الوحدة, والوحدة يجب أن يكون لها ضوابط ,ومن أهم ضوابطها
أنها لا بد أن تتمحور هذه الوحدة حول كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم , فلا حظ لنا إن توحدنا على غير القرءان والسنّة ...
ذكرت لك في ردي السابق بأنني لست بفقيه وأزيد عليها أنا لست بمفتي, فنصي كان وليد مشاهدتي على شاشات التلفزة !.
مطلق الرصاص يهتف الله أكبر ومتلقي الرصاصات يهتف الله أكبر , وآخر يكفر من لا يتبعه , وذاك يذبح باسم الله وووو وكل هذا باسم الله ...
أخي الفاضل, مع فهمي البسيط لكتاب الله وسنّة نبيّه المصطفى صلى الله عليه وسلم , أن من لوازم الوحدة
أن يكون الهدف منها مرضاة الله عز وجل أولاً , ومرضاة الله يمكن تحقيقها من خلال الوحدة و إذا كنا نسعى إليها لآن الله أمرنا بها ,
فبها ندفع عن عالمنا الإسلامي مفاسد عظيمة وتجلب لنا مصالح كثيرة " واعتصموا بحبل الله جميعـًا ولا تفرقوا " ...
ولم أقول بأن الوحدة ممكن أن تتحقق على حساب أصولنا الإسلامية , لأن التفريط بالأصول أو الإخلال بها يغضب الله جل وعلا أولاً ,
ثم أن الوحدة بين المختلفين في الأصول غير ممكنة أبدًا , ولم أقول بأن الوحدة بين المسلمين تعني أن نغض الطرف
عمن يمس عقيدتنا وأصولنا الثابته بشيء من العبث أو البدع , فإن الوحدة التي طالبت بها وتطلعت إليها، أن يجتمع العالم الإسلامي كلّه
تحت راية واحدة، ودستور واحد وهو القرءان ،ولا أظن بأن هذه الوحدة نحتاج إلى جامعة دول عربية، أو إلى منظمة مؤتمر إسلامي ...
أخي الفاضل , هناك من الشيعة أو ما يسمى الروافض يخالفوننا فهم يقولون بأن أئمتهم يعلمون الغيب وقد بلغوا منازل لم يبلغها ملك مقرب ,
ولا نبي مرسل , ويسبون الصحابة , بل وأكثر من ذلك هناك من يقول منهم بأن القرءان محرف خابوا وخسروا ...
لكن دعنا لا نتجاهل بأن من الشيعة من يخالف هؤلاء بل ويفتون بتحريم سب الصحابة وسب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ,
أليس من الأصح أن نجادلهم بالتي هي أحسن ونقيم عليهم الحجة , بدل من أن يكفر كل منا الآخر؟؟..
أقله من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهذا لا يسقط من أجل تحقيق الوحدة ...
أما قولك أن قضية فلسطين محور الأمّة اليوم هو جهل بحقيقة ما نعانيه إلخ ..
هنا لا أوافقك الرأي أخي الفاضل , فلأن فلسطين وبيت المقدس أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ,
ومسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن منذ عام 1948 محور الأمّـة (( ضاعت فلسطين )) ...
وهنا خطر ببالي سؤال أخي الفاضل , ماذا لو أن الكيان الصهيوني قد احتل " مكة المكرمة " وجعل من " الكعبة المشرفة " حائط المبكى
كما هو حال حائط البراق , هل ستصبح مكة المكرمة والكعبة المشرفة قضية ومحور للأمة ؟؟ أم ماذا ؟؟؟..
و عن سبيل تطبيق الآية , ومن معلوماتي المتواضعة أن نأخذ بكل ما يزيد المحبة بيننا وبينهم , والنهي عن كل ما يولد البغضاء
في صفوف المسلمين,وأن نكون " إخوة " ولا يمكن للمسلمين أن يكونوا إخوة إلا إذا كانوا متحدين متراصين , فإن الأخوّة ضد الفرقة والإختلاف ...
وأخيرًا أخي الفاضل , أنا لا أريد أن أذهب لأبعد من الوحدة بين المسلمين , وأكرر أنا لست (( بفقيـــه ولست بمفتي ))
فإن كان عندك رأي آخر , أستمع لك وأنصت ,, ومن أخيك العذر ...