أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 32

الموضوع: أسود .. أبيض ..

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي أسود .. أبيض ..

    أسود .. أبيض ..


    بدا له للوهلة الأولى أن كل التناقضات سوف تختفي ، وتختفي معها الفوارق الطبقية القاسية جداً .. تذوب أمام حشد من المعطيات الايجابية يوماً ما .. وسيغدو العالم مكاناً أكثر عدالة واحتراماً ، حيث يمكن للإنسان حينها أن يكون إنساناً ..
    لقد بدا له وهو يتوجه إلى الحلم .. العدل .. المساواة .. الأمل المنشود ..
    وككل التوجهات كان لا بدّ من العوائق والعقبات في الطريق ، وسالكي الدرب يدركون ذلك تماماً ، ولكن ماذا لو كانت تلك العقبة تمس أخص ما في الإنسان الأسود .. لون جلده الذي لا اختيار له فيه ؟
    بدا له ..
    **************
    في ربيع عام 1935 ، والأجواء تزيد الحياة عبقاً .. وضبّ أغراض السفر للانطلاق مسافراً إلى نيويورك تلبية لدعوة حضور مؤتمر الكتاب الأمريكيين اليساريين ، بحثّ من اللجنة الشيوعية المحلية التي عينته مندوباً ..
    لم يكن متحمساً للذهاب ، وقد استقبل الأمر بفتور بسبب الهوة الفاصلة بينه وبين الأغلبية التي أحس أنها تسبح عكس اتجاهه .. وهو الذي غادر الجنوب الأمريكي والكبت والتعصب العنصري متجهاً إلى الشمال ، حيث يستطيع أن يتكلم بحرية ويتخلص من الخوف ، أو هكذا ظن .. فإذا هو يواجه مرة أخرى الخوف الذي فرّ منه ..
    حطت طائرته في نيويورك فحطت معه آلامه ومعاناته ..
    لم يكن ( ريتشارد رايت ) يدرك جيداً أن لون جلده سيثير الارتباك والحيرة في قاعة ( كارينجي ) مكان المؤتمر ، عندما سأل عن مكان النوم ومعداته ، فوقف مشدوهاً أمام اثنين من أعضاء نادي ( جون ريد ) وكلهم شيوعيون بيض ، يتباحثان جانباً في كيفية إيجاد مكان لهذا الزنجي الأسود !
    لقد نسي خلال رحلته لون جلده ، كان عقله يسيح في مكان آخر ، حيث مشاكل الكتاب اليساريين الشباب ، فاصطدم بحاجز فولاذي عندما رأى رفيقاً له في المسيرة يتحدث بعصبية عن لون جلده ..
    شعور بالاشمئزاز انتابه ..
    ـ لحظة واحدة أيها الرفيق سوف أجد لك مكاناً . قالها الرفيق الأبيض .
    ـ ولكن أليست لديكم أماكن جاهزة ؟ إن أمثال هذه الأمور تجهز عادة من قبل .
    لمس ذراعه ليطمئنه بأنه سيجد له مكاناً ، بينما ذهب ريتشارد بالقول بأن لا يزعج نفسه ، فهزّ الأبيض رأسه مصمماً على أن هذه مشكلة لا بدّ أن يجد لها حلاً ..
    فلم يتمالك ريتشارد نفسه فرد قائلاً : ما كان ينبغي أن تكون مشكلة ..
    فاستدرك الأبيض : أنا .. أنا ما قصدت هذا ..
    ولاحظ هناك قريباً عيوناً تراقب كيف أن شيوعياً أبيض يحاول عبثاً إيجاد مكان لرفيقه الأسود .. أحس حينها بالخزي وجعل في سريرته يلعن هذا الموقف ..
    بعد دقائق عاد الأبيض زائغ النظرات يغطيه العرق ، فبادره ريتشارد بالسؤال إن كان قد وجد مكاناً ، فأجاب وهو يلهث بالنفي ، ثم طلب منه قرشاً كي يستعمل الهاتف للتحدث إلى شخص قد يحل المشكلة ..
    فردّ عليه ريتشارد بأن لا يزعج نفسه وأنه سوف يجد مكاناً ، لكنه طلب منه أن يضع حقيبة ملابسه في مكان إلى أن ينتهي اجتماع الليلة ، فأجابه بلهفة لم يستطع إخفائها : أتعتقد حقاً انك تستطيع أن تجد مكاناً ؟
    فأجابه : طبعاً استطيع ..
    لقد كان الرفيق الأبيض يودّ أن يساعده ، لكن من غير أن يعرف كيف ! فأخذ حقيبة ريتشارد إلى أحدى الغرف ..
    دخل الاجتماع .. لكنه لم يكن يصغي إلى الخطب وإنما يتساءل : لماذا أتيت ؟
    وبعد الاجتماع وجد نفسه وحيداً على أرصفة نيويورك هائماً على وجهه من غير هدف ، ومتسائلاً عن كيفية قضاء تلك الليلة ، وهو لا يحمل مالاً سوى جلده الأسود الذي تعاشق مع لون الليل ، سوادان يلفان بعضهما البعض يحكيان حالة من الكآبة الداخلية والصراع النفسي والصدام الواقعي والتمزق ..
    أشغل نفسه قليلاً بالتطلع في وجوه الناس حتى قابله عضو في نادي ( شيكاغو ) فسأله إذا ما وجد مكاناً لينام فيه ، فأجابه ريتشارد بالنفي ، ثم صرح له برغبته في دخول فندق لولا أنه غير مستعد ليتجادل مع كاتب الفندق حول لون جلده ..
    فتعجب عضو النادي وطلب منه أن ينتظر ، ثم عاد ومعه امرأة بيضاء سمينة عرضت عليه أن تنام الليلة في منزلها .
    وعندما وصلا المنزل ، بادر ريتشارد بشكرها وزوجها على استضافته ، وذهب للنوم على سرير صغير في المطبخ ..
    **************
    كان ذلك الفجر لا شك مختلفاً ، فالكوة المظلمة التي تكدست فيها أيامه التي لا تحمل سوى دقات متكررة .. سيمفونية مملة تعزف كل حين على نفس الوتر .. تتشابه فيها الماضي مع الحاضر ، تلك الكوة في ذلك الفجر انفتحت على أشعة من ضياء سرعان ما لامس قلبه ، فأبصر النور واستجاب النداء ، فغدا باطنه عكس ظاهره بعدما كانا سواء بسواء أسوداً ..
    كان لا شيء .. عبدٌ أسود .. آلة .. لا يملك حياته ، فقد اشتراها سيده من سيد آخر !
    يخدم بصمت ، فيحصل على حفنات من طعام يسكت به جوعته ويدفع عن نفسه الموت ، يدفعه إلى أعماق النسيان ..
    لا أمل هناك ولا ألم .. لا شكوى ولا غد ..
    كان لا شيء .. فأصبح كل شيء ..
    ثم ما لبث خبر إسلامه أن ملأ مكة وشعابها ، فمال إليه سيده الطاغية ميلاً شديداً قاسياً .. ودارت الشياطين في رأسه .. توعده .. هدده .. خوفه .. ولكنه لم يبالي .. لقد أبصر النور ..
    سجنوه .. وعلى الرمضاء عذبوه .. في حرّ الظهيرة والشمس تلتهب .. اجتمعت عليه رؤوس الكفر وأذاقوه ألوان العذاب .. ربطوه بحبال وأمروا الصبيان أن يسحلوه طوافاً على جبال مكة وشوارعها .. وضعوا على صدره المليء إيماناً حجراً ينقله الرجال ..
    إنها كلمة واحدة يا بلال وتنتقل بطرفة عين من الجحيم إلى النعيم .. كلمة واحدة وتكون الحال غير الحال .
    ـ اذكر أصنامنا وتنكر لمحمد ودينه ..
    فيأبى .. ويقول إن لساني لا يحسنه .
    وتنهال السياط على جسده النحيل .. فيتداخل ألم السياط بأمل الغد ، فبعد سنوات من الجهاد ضد العوائق والعقبات ، ارتقى هذا الأسود أجلّ منابر الإسلام ، وصدح بصوته الشجيّ النديّ منادياً لأعظم فروض الإسلام .. ولقب بالسيد ..
    **************
    انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
    هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟







    .............................................

    ـ ريتشارد رايت : ( 1908 ـ 1960 م ) أديب روائي أمريكي زنجي أسود ، عاش في الجنوب الأمريكي المتعصب عيشة الزنوج الفقراء العاملين في مزارع وضياع السادة البيض الأغنياء المتسلطين ، كتب روايات تناولت الأميركيين السود ومعاناتهم ، منها ( ابن البلد ) و ( الولد الأسود ) .
    القصة التي قدمناها تستند إلى كتاب ( الصنم الذي هوى ، آرثر كستلر ورفاقه ، ترجمة : فؤاد حمودة ) ، حيث حكى فيه ريتشارد رايت رحلته في الشيوعية .
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    فور انتهائي من القراءة قفز إلى ذهني الرافعي في قصصه .. بالتأكيد ليست اللغة هي السبب .. فالرافعي هو الرافعي ... لكنه كان عندما يقصّ من التاريخ لاتدري ما هو منه وما هو من التاريخ ! يصهرهما في قصّة مدهشة ليس لها هويّة إلا هويّة الرافعي ! وأحيل هنا إلى ( وحي القلم )
    شيء من هذا في نص أخي الحبيب الأستاذ بهجت ، فقد كتب ما يُشبه السيرة الغيريّة لهذا الشخص الأسود ثم ضم إليها من قصّة سيّدنا بلال ليوحي بشيء واضح وهو المساواة في الإسلام بين البشر بكل أعراقهم .. لكن هذا التضمين النبيل لم يرقَ إلى المستوى الفني في الحبكة الرافعية ..
    قرأتُ هنا نصّاً ذا بُعدٍ فكريّ إسلاميّ المبدأ ، بلغة سرديّة سهلة وأنيقة وهادئة
    - وسالكي الدرب = سالكو الدرب
    - وكلهم شيوعيون بيض = وكلهم شيوعي ...
    - بأن لا يُزعج نفسه = بألاّ يُزعج ...
    تحياتي وتقديري أخي الأكرم ، الأستاذ بهجت
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,141
    المواضيع : 253
    الردود : 5141
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أشكرك أستاذي الفاضل مصطفى حمزة
    على حضورك المشرق ونقدك البناء

    ولا أخفيك أستاذي أن الكتابة بهذا الاتجاه ليس سهلاً ، فالكاتب يرى نفسه محاطاً بالحدث والأشخاص دون أن يكون له أن يختار
    فكل شيء مفروض عليه
    فهنا يأتي مقدرة الكاتب على بث الحياة من جديد للأحداث والشخصيات ..

    فهل نجحت في هذا أم أخفقت ؟
    لا أدري ..


    همسة : هل يصح القول ( وكلهم شيوعي بيض ) ؟

    شكراً مرة ثانية
    حفظك ربي ورعاك



    وتحياتي ..




  4. #4
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    - وكلهم شيوعيون بيض = وكلهم شيوعي ...
    ت
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة


    همسة : هل يصح القول ( وكلهم شيوعي بيض ) ؟

    ---------
    أسعد الله أوقاتك أخي بهجت
    وكيف يصح : وكلهم شيوعي بيض ؟!!
    أنا حذفت ( أبيض ) للعلم البديهيّ به ...
    دمتَ بألف خير

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
    هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟


    السلام عليكم
    رغم أن الفكرة الشيوعية كانت صورة عظيمة ورائعة لحفظ حق الطبقات المسحوقة كالعمال والفلاحين ,والذين قاسوا الأمرين على مدار الدهور من جبروت رأس المال ,
    إلا أنها أغفلت الجانب الروحاني من الحياة .
    هل الروح شيء تافه لهذا الحد ؟؟
    الشيوعية أرادت تأمين الرزق والكرامة للطبقات المسحوقة ,ولكنها أغرقت الناس في المجاعة الروحية التي لا غنى عنها لكل مخلوق .
    بلال عليه السلام تحمل العذاب المبرح ,والمميت ,لأنه كان يعلم أن هناك قوة تشاهد تضحياته من أعلى,, وتشهد عليها ,وتقدرها خير تقدير ,وهذة القوة هي الله عز وجل ,
    وكان بلال على إيمان أنه لو مات تحت التعذيب سيكافئه ربه من غير شك .
    فماذا كان يعلم ريتشارد ؟؟
    كان يعتقد أنه لوحده ,يناضل ويتحمل الإهانة ,ولا يشعر به أحد .
    وهذا مدمِّر للروح البشرية ,
    من يجرؤ أن يقول أن الفكرة التي تنزّلت من السماء على لسان ملَك مرسل من الله ,على قلب إنسان رسول اختاره الله واصطفاه,,, ستكون يوما مثل غيرها التي هي من اختراعات البشر كالفكرة الشيوعية .
    المشكلة أخي في المسلمين ,وليس في الإسلام
    نحن المسلمين بقينا نراوح مكاننا منذ العصر الأول للإسلام ,حيث كانت المسألة الإقتصادية بسيطة جدا, ومختصرة في ناقة وجملين وبعض المواشي ,
    اليوم أضحت المسألة الإقتصادية معقدة للغاية ,شركات كبرى تفغر شدقيها لابتلاع كل شيء ,غش ,تدليس ,لصوصية ,,
    مصانع كثيرة وهائلة ,عمال بالملايين ,
    أراض شاسعة ,معدات الزراعة المعقدة المتطورة جدا, والغالية الثمن
    وظائف من كل شكل ولون ,تحتاج للتنظيم والتدقيق
    ماذا فعل المسلمون إزاء هذا الأمر ؟؟
    الشريعة الإسلامية خطوطا عريضة واضحة وضوح الشمس في الأمور الاقتصادية
    ولكن يلزمها التطوير والتفنيد ضمن تلك الخطوط
    خرج المسلمون عن هذة الخطوط للأسف ,وهم يعلمون أو يجهلون ؟؟؟لا أدري ,وانتشر الفقر والظلم وأكل الحقوق, والجهل ,وعدنا كما الجاهلية .
    في هذة القصة يريد الكاتب أن يقول
    أن اكثر البلدان تقدما وتطورا وغنى التي هي اميركا ,والتي اعتلت الكواكب واكتشفت القيعان في البحار ,
    وأن أبعد نقطة لليسار ,والمعروف أن اليسار يعني الثورة على ما هو موجود الآن,ألا وهي الشيوعية, لم تقدر أن تخلص ذلك الأسود من القهر والإهمال بسبب لونه ,والذي لا يد له بهذا الموضوع وليست من صنيعه
    بينما استطاع الإسلام قبل قرون موغلة في الزمن أن يخلصه
    كان عبدا لسيد لا يساوي فلسا في سوق الإنسان (أعني سيده أمية) ,
    فاعتلى أعلى وأشرف المنابر في العالم بفضل الإسلام .
    قصة جميلة جدا
    موحية جدا
    ليتنا فقط ننتقل من العاطفة المحضة لديننا ونباشره بالعقل والمنطق ,ونطلع على الثقافات الأخرى ,
    فنأخذ منها ما يتناسب مع روح ديننا ,ونترك ما لم يتناسب غير مأسوف عليه .
    ليتنا نفتح عقولنا كما قلوبنا لكل جديد آخذين منه كل ما ينفعنا ويساهم في تطوير مفهومنا الاقتصادي ,
    بدل أن نلوح بالسكاكين للفكرة الشيوعية وغيرها ونهدد بذبحها قبل الاطلاع على محتوياتها ,
    كل فكر جاء به الإنسان قد احتاج دراسة وجهد وتعب ,فلماذا لا نستفيد من هذة الخبرات محتفطين بما لنا وما عندنا .
    حصل العكس ,والكل قد درس قرآننا وأخذ منه ما يريد ,ونحن نتوه بين العاطفة والأمجاد القديمة ,كارهين لأفكار غيرنا,مضيعين فكرنا الخاص
    عن قصد ,؟عن جهل ؟,عن قلة مروءة؟ ,عن فعل فاعل ؟لا أعلم !!
    قصة جميلة جدا
    شكرا لك أخي بهجت الرشيد
    ماسة


  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    ثم ما لبث خبر إسلامه أن ملأ مكة وشعابها ، فمال إليه سيده الطاغية ميلاً شديداً قاسياً .. ودارت الشياطين في رأسه .. توعده .. هدده .. خوفه .. ولكنه لم يبالي .. لقد أبصر النور ..
    سجنوه .. وعلى الرمضاء عذبوه .. في حرّ الظهيرة والشمس تلتهب .. اجتمعت عليه رؤوس الكفر وأذاقوه ألوان العذاب .. ربطوه بحبال وأمروا الصبيان أن يسحلوه طوافاً على جبال مكة وشوارعها .. وضعوا على صدره المليء إيماناً حجراً ينقله الرجال ..
    إنها كلمة واحدة يا بلال وتنتقل بطرفة عين من الجحيم إلى النعيم .. كلمة واحدة وتكون الحال غير الحال .
    ـ اذكر أصنامنا وتنكر لمحمد ودينه ..
    فيأبى .. ويقول إن لساني لا يحسنه .
    وصف لمعاناة هذا الزّنجيّ الذي أراد التّخلّص من براثن العبوديّة باعتناقه للإسلام. وجميل الرّبط بين معاناته ومعاناة بلال، ولكنّي تمنّيت لو كان حضور بلال مونولوجا على لسان البطل لأنّه الأدرى كمعتنق للإسلام من معذّبيه ببلال ومعاناته .(وجهة نظر)
    تبقى القصّة ذات هدف سام أظهرت فضل الإسلام على الإنسان. فلا فرق بين الأبيض والأسود... ولا بين الأعجميّ والعربيّ ... إنّه دين الساواة.
    بورك القلم وصاحبه
    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    وعندما وصلا المنزل ، بادر ريتشارد بشكرها وزوجها على استضافته ، وذهب للنوم على سرير صغير في المطبخ ..
    ارتقى هذا الأسود أجلّ منابر الإسلام ، وصدح بصوته الشجيّ النديّ منادياً لأعظم فروض الإسلام .. ولقب بالسيد ..
    هنا تتجلى عظمة الإسلام وعدم التفرقة بين الأبيض والأسود فحين كُرِّم الزنجي واستضيف كان مكانه المطبخ
    وحين كُرِّم بلال ارتقى أعظم بنابر الإسلام ولقب بالسيد
    هذان أسودان ولكن بون شاسع بين هذا وذاك
    كان المزج السردي بين أحداث الزنجي وبلال واضح المعالم أوصل الرسالة
    فبلال بإسلامه كان على ثقة في الارتقاء في بلد إسلامي و" ريتشارد " لم يحلم حتى أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر
    الفكرة جدا رائعة والتداخل باختيار الشخوص موفق والسرد ماتع
    بوركت أديبنا وسلمت اليراع
    ودام ألقك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اعذرني أخي الرسيد إذا تغزلت بهذا النص الباذخ. بهذه التحفة الفنية المتكاملة.
    دام الألق لقلم ينحت الروعة.

  9. #9
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    العدالة والمساواة وانتفاء التمييز اللوني والعرقي والطبقي ...

    لا تنتج عن اتباع تيار ما أو دين معين، ولا تنعكس بمجرد الانتماء ،

    لكنها قيم يجب أن يتبناها الإنسان في ذاته أولا ،

    يناضل من أجلها ويضحي وقد يبذل روحه ثمنا لتتأصل في خلَفه .

    حتى في حضرة الإسلام قيل : يابن السوداء ..

    حين يكتب المفكر ، تولد في النص الأفكار وتتفرع الأبعاد ،

    ونكون أمام باب من أبواب التأمل يفضي إلى الكثير .

    المتألق بهجت الرشيد ،

    وصلت الحاضر بالماضي بما بينهما من وقفات إنسانية وتاريخية وفكرية ،

    فكان المشهد رؤية مستقبلية تستحق كل مساحات العقل.

    بوركت وأدبك الرصين .

    ----------

    " فتعجب عضو النادي وطلب منه أن ينتظر ،
    ثم عاد ومعه امرأة بيضاء سمينة عرضت عليه أن تنام الليلة في منزلها . "



    أليست " ينام "
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  10. #10
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
    انطلق ( ريتشارد ) صباحاً إلى الرصيف وجلس على مقعد هناك ، لكي يكتب بعض النقاط لأجل المناقشة دفاعاً عن النوادي اليسارية ، ولكن مشكلة النوادي في تلك اللحظة بدت تافهة له ، والمشكلة التي بدت له على جانب من الأهمية هي :
    هل يستطيع الزنجي في هذا البلد اللعين أن يحيا حياة قريبة من حياة البشر ؟


    السلام عليكم
    رغم أن الفكرة الشيوعية كانت صورة عظيمة ورائعة لحفظ حق الطبقات المسحوقة كالعمال والفلاحين ,والذين قاسوا الأمرين على مدار الدهور من جبروت رأس المال ,
    إلا أنها أغفلت الجانب الروحاني من الحياة .
    هل الروح شيء تافه لهذا الحد ؟؟
    الشيوعية أرادت تأمين الرزق والكرامة للطبقات المسحوقة ,ولكنها أغرقت الناس في المجاعة الروحية التي لا غنى عنها لكل مخلوق .
    بلال عليه السلام تحمل العذاب المبرح ,والمميت ,لأنه كان يعلم أن هناك قوة تشاهد تضحياته من أعلى,, وتشهد عليها ,وتقدرها خير تقدير ,وهذة القوة هي الله عز وجل ,
    وكان بلال على إيمان أنه لو مات تحت التعذيب سيكافئه ربه من غير شك .
    فماذا كان يعلم ريتشارد ؟؟
    كان يعتقد أنه لوحده ,يناضل ويتحمل الإهانة ,ولا يشعر به أحد .
    وهذا مدمِّر للروح البشرية ,
    من يجرؤ أن يقول أن الفكرة التي تنزّلت من السماء على لسان ملَك مرسل من الله ,على قلب إنسان رسول اختاره الله واصطفاه,,, ستكون يوما مثل غيرها التي هي من اختراعات البشر كالفكرة الشيوعية .
    المشكلة أخي في المسلمين ,وليس في الإسلام
    نحن المسلمين بقينا نراوح مكاننا منذ العصر الأول للإسلام ,حيث كانت المسألة الإقتصادية بسيطة جدا, ومختصرة في ناقة وجملين وبعض المواشي ,
    اليوم أضحت المسألة الإقتصادية معقدة للغاية ,شركات كبرى تفغر شدقيها لابتلاع كل شيء ,غش ,تدليس ,لصوصية ,,
    مصانع كثيرة وهائلة ,عمال بالملايين ,
    أراض شاسعة ,معدات الزراعة المعقدة المتطورة جدا, والغالية الثمن
    وظائف من كل شكل ولون ,تحتاج للتنظيم والتدقيق
    ماذا فعل المسلمون إزاء هذا الأمر ؟؟
    الشريعة الإسلامية خطوطا عريضة واضحة وضوح الشمس في الأمور الاقتصادية
    ولكن يلزمها التطوير والتفنيد ضمن تلك الخطوط
    خرج المسلمون عن هذة الخطوط للأسف ,وهم يعلمون أو يجهلون ؟؟؟لا أدري ,وانتشر الفقر والظلم وأكل الحقوق, والجهل ,وعدنا كما الجاهلية .
    في هذة القصة يريد الكاتب أن يقول
    أن اكثر البلدان تقدما وتطورا وغنى التي هي اميركا ,والتي اعتلت الكواكب واكتشفت القيعان في البحار ,
    وأن أبعد نقطة لليسار ,والمعروف أن اليسار يعني الثورة على ما هو موجود الآن,ألا وهي الشيوعية, لم تقدر أن تخلص ذلك الأسود من القهر والإهمال بسبب لونه ,والذي لا يد له بهذا الموضوع وليست من صنيعه
    بينما استطاع الإسلام قبل قرون موغلة في الزمن أن يخلصه
    كان عبدا لسيد لا يساوي فلسا في سوق الإنسان (أعني سيده أمية) ,
    فاعتلى أعلى وأشرف المنابر في العالم بفضل الإسلام .
    قصة جميلة جدا
    موحية جدا
    ليتنا فقط ننتقل من العاطفة المحضة لديننا ونباشره بالعقل والمنطق ,ونطلع على الثقافات الأخرى ,
    فنأخذ منها ما يتناسب مع روح ديننا ,ونترك ما لم يتناسب غير مأسوف عليه .
    ليتنا نفتح عقولنا كما قلوبنا لكل جديد آخذين منه كل ما ينفعنا ويساهم في تطوير مفهومنا الاقتصادي ,
    بدل أن نلوح بالسكاكين للفكرة الشيوعية وغيرها ونهدد بذبحها قبل الاطلاع على محتوياتها ,
    كل فكر جاء به الإنسان قد احتاج دراسة وجهد وتعب ,فلماذا لا نستفيد من هذة الخبرات محتفطين بما لنا وما عندنا .
    حصل العكس ,والكل قد درس قرآننا وأخذ منه ما يريد ,ونحن نتوه بين العاطفة والأمجاد القديمة ,كارهين لأفكار غيرنا,مضيعين فكرنا الخاص
    عن قصد ,؟عن جهل ؟,عن قلة مروءة؟ ,عن فعل فاعل ؟لا أعلم !!
    قصة جميلة جدا
    شكرا لك أخي بهجت الرشيد
    ماسة

    --------------
    أختي الكريمة فاطمة
    عادة لا أناقش في سياسة ولا دين .. فقط أبدي ما أراه وأعتقده ، وأبكي على الأطلال .. ثم أمشي .. فهل تسمحين لي ؟
    لاأعتقد أن الشيوعية كانت فكرة عظيمة ولا رائعة ، ولم تحفظ لاحقّ ولا كرامة الطبقة المسحوقة ، لقد سحقت كل الطبقات من أجل طبقة واحدة ملحدة تحكمت بالبلاد والعباد !
    عودي إلى أحداث المجاعة الكبرى في الصين في عهد ماوتسي تونغ ، واقرئي تاريخ الإعدامات والتهجير في الاتحاد السوفيتي أيام ستالين ، وراجعي التصفيات بالألوف في كوبا ..
    وتأملي الآن استعباد الحاكمين في كوريا الشمالية لشعبهم ..
    كما ذبحت الشيوعية فطرة التملك التي زرعها الله في عباده وشرع في رسالاته السماوية لحفظها ، وأعدمت فطرة التديّن – بل حاولت – في الإنسان ..لكن دون جدوى في النهاية
    أما ماذا فعل المسلمون لتطوير ( الخطوط العريضة الواضحة في الاقتصاد ) ..لقد فعلوا الكثير حين كانت الشريعة هي سيدة الأحكام والحُكّام .. أما في تاريخنا الأسود القريب فإن مَن وضع أسس الاقتصاد الإسلامي المعاصر وأسس القانون الإسلامي الجنائي ليُطبق على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا المعاصرة ... الشهيد عبد القادر عودة ...قد عُلّق على المشنقة !! وهناك غيره .. ومنهم من عُلّق مثله على المشنقة !!
    أختي الفاضلة : ليس مثلي ومثلك الذي يُفتي ويٌُقرر مانأخذ وما نترك من شريعتنا الغراء بل الفقهاء وعلماء الأمة الصادقون الأحرار هم من يفعل ذلك... أما أمثالنا فحظهم البكاء على الأطلال ..واسترجاع الأيام الزاهرة ... ليس إلاّ !!
    تقبلي تحياتي وتقديري لكِ
    دمتِ بألف خير

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة :- أبيض فاقع ... أسود فاتح
    بواسطة سامح عبد البديع الشبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-02-2015, 07:52 PM
  2. فوق سرير أبيض
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-03-2007, 06:30 AM
  3. أبيض .. واسود
    بواسطة أمل فؤاد عبيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-02-2007, 06:16 PM
  4. قلبٌ أبيضٌ متجمّد..!
    بواسطة منى الخالدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 16-11-2006, 05:13 AM
  5. لجسد ناعم لامع أبيض تابعيني هنا
    بواسطة نسرين في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-10-2003, 03:51 PM