يَا صَرْخة الرّوح في دَمِي ،رَغْوَة الصْبر فَاضَتْ مِنْ أضلُعي
يا ابْتهَالَ الأرْض في عَين السّمَاءِ،هَذي الغيُوم جَفّت فِي مَآقيها الدّمُوعُ
يَا جذوة الجَمْر لا تخْمدي فَضلْع القلْب نَارٌ
يا بِلادي ،ليْسَ لي إلاّ دفتَر مِن سَديم ،و إنّي ترَكت القصَائد علَى الرّصيفِ و جَناح الرّيح لاحَ منْ بَعيد ،ليْسَ لي صَخْر أهَشّمُهُ حِجَارة؛قَذائفا مِنْ سَعير.
ليْس لِي غيْر فـُؤاد فِي جوفـِه صَاح الضّمير
يا بلادي هل تسْمعين النّداء ؟
هذي السّماء تَصْرُخ فينا ،أفيقوا منْ سُبَاتكم ،قدْ أطلّ فجْر جَديد
*****
يَا عَازفا لحْن الحَياة ،هلْ يسْمَع الصمّ النّداء؟
فالضمير فِي سُبات
يا سَامِعا صَوتَ النّحِيب مِن لسَان الحَمَامِ،أمَا سَألتَ ؟ هلْ ينوح الحمامُ ؟
هديلُه نُواحُ البَرَاءة ،و نحِيبهُ إمْرأة تُودّع ولِيدها قَبْل الِفطَام،
كلّ يوم يُولد لَدينا وليدُ ،يا بلادي فِي غزة عَلى قبْر الوليد كُتب الآنِ ولدَ و الآن مَات
في غزة ،يرتوي الزيتون من كف الشّهيـدِ ،تُرابَها مَدافع ، حِجَارتها رصَاص ،و ينْبتُ العُشْب بلَون أصْفَر
يَا بلادي فِي غزة ،يُودّعُون كلّ يَوم حَفنة مِنْ تُرَاب ،هِي فِي الأصْلِ نَجْمَة في السّمَاء