غُصن الوهم
كيف غُصنُ الوهمِ ينمو شامخاً
في رُبانا واستطـــالا.
والرؤوس اليانعاتِ
حولهُ تبدو ثُمالا.
يعصرونَ الخمرَ مِن أغصانهِ المُرِّ
وتحسوا ما تبقّى مِن رذاذٍ في الكؤوسْ.
ثُمّ تهوي في فِراشِ الموجِعاتْ.
بعد أن شادتْ على أغصانهِ
قصرَ الأماني
مِن بريقِ الأُمنياتْ.
يتدلّي من خيوطِ العنكبوتْ.
في غياهيب الصموتْ.
يا رفـــيقي:
هـــذهِ البُلدانُ مَلأ بالحُفـــاةْ
تتهادى حــولهُ راقــصةً
في بابهِ رقصةَ المخمورِ
كــــي تــــنسى الحيـــاةْ.
ترضعُ الوهمَ بأشداقِ التجلّي
كحليب الأُمّهاتْ.
تلك أرضُ الجنـتينِ
مِن إلهِ الأرضِ ترجو
طالباً طوقَ النجاةْ
مِن أيادٍ في ثراها
تغرسُ الشوكَ وأغصانَ الشتاتْ .
يا رفــــيقي:
كيفَ غُصنُ الوهمِ ينمو
كالنخيلِ الباسقاتْ؟.
كيف يبدو في ثرانا
كزهورٍ للجُناةْ؟
يا رفيقي:
كُلُّ يومٍ من تُرابي
وكذا يبدو شَرابي أفقدُ شيئاً فشيا.
حبةُ القمحِ التي كانت تسرُّ القلبَ فيّ
لم تعُد تنمو لديا.
كيف هَذا الوهمُ يغــزو تُربــتي؟
كيف يغزونا كما يغزوا الطُغاةْ.
كيف يطغانا كطوفانِ الـــرُّباةْ؟ .
يسبحُ الشيطانُ فيهِ
يسحلُ الجاني إليهِ
والدُّعاةْ .
يا رفيقي:
لم يعدْ فينا هُداةْ
تقلعُ الشوكَ وأغصانَ الشتاتْ
كي أرى البلبلَ يشدو في رُبانا
فوق أغصانِ الحياةْ .