أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قصة طويلة !

  1. #1
    الصورة الرمزية نافع مرعي بوظو شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : دبي
    المشاركات : 691
    المواضيع : 62
    الردود : 691
    المعدل اليومي : 0.14

    Arrow قصة طويلة !

    مقتطفات من رواية قصة طويلة من مذكرات طالب في الصف السابع

    ( 1 )

    رحلة اختيارية


    بعد الإعلان عن إقامة رحلة اختيارية بمدرستنا ، وذلك برسم اشتراك زهيد يكاد لا يذكر ،
    سارع أمين الرحلة ليسجل أسماء الطلاب الغير الراغبين بالذهاب للرحلة !!.
    وفي صباح الموعد المحدد اجتمع جميع التلاميذ بلباسهم المدرسي العسكري الكامل في باحة المدرسة عند الساعة السابعة تماما و بدء الاجتماع بالنشيد الوطني ثم رددنا الشعارات بصوت مجلجل و أنشدنا أهدافنا فكنا نصرخ بصوت يسمع الطرش من قوته وقد ينزعج الأموات من شدته!!

    وما إن شرعنا بالخروج من المدرسة إلى ( الباص ) الذي سيقلنا حتى تسارعت خطانا ومن ثم خرقنا النظام وتراكضنا نحو باص "الهوب هوب" الواقف أمام الباب وذلك على أنغام الأغاني الثورية التي كان مسؤول إذاعة المدرسة يضعها كل يوم صباحاً لدرجة أن الشريط تآكل و صار الصوت يتقطع و يشط و يمط من كثرة الاستخدام اليومي ،

    كان الباص قديم الشكل و جديد بحالة الوكالة تقريباً ، ملوناً و بدا جميلاً ,
    وقد كُتب عليه " لا تلحقني مخطوبة " على الجهة الخلفية الخارجية .و من الجهة الأمامية الداخلية كتبت لافتة للركاب تحذّر هم من المساس بأي ّ شيء بالباص أوالعبث بمكوناته وركبنا ( السكانيا ) المنظف و المرتب وكانت رائحة مادة الديزل الندية تشير إلى أن السائق قد غسله بها باكراً ، وكان مدير المدرسة هو مشرف الرحلة – لسوء حظنا – حاملاً عصا من خشب الزان التي أهداه إياها ابن مدرس التربية العسكرية الذي كان كسول ولكن ترتيبه كان الأول دائماً على المدرسة وكان يضع على خصره سلاح أبوه الفردي 9-14 و يميل بمشيته إلى الجهة المعاكسة للمسدس الفارغ مثله ،

    وكان الشيخ مرزوق السائق يشطف أرض الباص بالماء و الصابون ليزيل آثار الديزل لكي لا نتزحلق فكان التلميذ الذي يصعد يطرّش التلميذ الذي خلفه بالبتروماء وهكذا حتى تبللنا جميعاً.
    .
    ثم قال لنا المدير "اجلسوا في المقاعد الخلفية ولا تجلسوا بالمقاعد الأمامية " ، فجلسنا .
    وقال لنا "تكتفوا" فتكتفنا، وقال " ممنوع أكل البزر" فوافقنا و أوقفنا الأكل العلني ، ولكننا أكلنا خلسة .
    وقال " ممنوع رمي الأوساخ تحت المقعد " فصار كل واحد يرمي القشور تحت مقعد زميلة حتى صارت أرضية الباص النظيف وسخة .
    وجلس أصدقاء المدير والآنسات في الأمام بينما جلس أستاذ الرياضة وآنسة الموسيقا خلفهم وانطلق الباص.. فصفقنا جميعاً، ووضع الشيخ مرزوق شريطاً للمطرب " فهد بلّان وكان يغني أغنية ركبا على الحصان .

    انزعج المدير من الأغنية وطلب تغيير الشريط حالاً بشريطه الثوري ولكن الشيخ مرزوق لم يقبل فأخرج الأستاذ الشريط من المسجلة فانزعج الشيخ مرزوق وضرب الفرامل بقوة فتوقف الباص وقوفاً جعل الواقفون في مؤخرته يتزلجون إلى مقدمته حتى تجمع المتزلّجون فوق غطاء المحرك جانب السائق . من شدة قوة عكس الدفع الجاذبة المضاعفة الناتجة عن دمج قوة الغيار العكسي مع قوة الفرامل . وارتطمت الرؤوس بالمساند الحديدية وسالت الدماء من أنوف بعض الطلاب وفج رأس رفيقي عبودة ومسحنا الدماء بثيابنا وعاد الشيخ مرزوق بالباص إلى طريق الإياب وكاد الباص يطير طيراناً كلما هتفنا ( يا شوفير دوس دوس الله يبعث لك عروس شقرا و بيضا من طرطوس ما بتاكل إلا مكدوس ) . حتى إذا قلنا ( يا شوفير على مهلك الله يخلّيلك أهلك ) يبدأ السائق بتخفيض السرعة تدريجياً ربما لأنه يتذكر أهله اللذين يخاف عليهم كما نخاف على أنفسنا .وربما لأن نظرات المدير وتعابير وجهه توحي بالغضب الشديد من سرعته اللامبالية بحياة الركاب خصوصاً عندما قطع التقاطع و كانت إشارته الحمراء منيرة بالصدفة فهي عادة لا تعمل ولكن البلدية أصلحتها إثر حوالي عشرات الحوادث الأليمة .
    وإذ بالشيخ مرزوق يوقف الباص أمام باب منزله ويشد حبل الزمور فأطلّت زوجته حيث لا أدوات إتصال إلا الزمور .
    وإذ بها وكأنّ لديها حاسة سادسة وقد صنعت له إبريق شاي ولا أشهى ( أكرك عجم ) ، فتلقاه منها بمزاج راق و هدوء أرق من نسيم الصباح منتشياً من مدى تخاطر أفكارهما ومفتخراً بدقة اللاموعد بينهما. وراح يدخن سيجارة الحمراء الطويلة و نحن ننتظر بفارغ الصبر ،

    و إذ به وقد جلس بجانب البيت ، ونزل أصدقاء الأستاذ وتوسلوا إلى الشيخ مرزوق أن يصعد إلى الباص ولكنه لم يقبل، وكانت زوجته واقفة بجانبه فخورة به، ثم جاءت الآنسات وطلبن منه أن يصعد فرفض أيضاً، ثم اعتذر منه الأستاذ وطلب منه أن يصعد كي نذهب ونفض المشكلة ولكن الشيخ مرزوق انزعج وقال "لن أذهب إلا على جثتي" وتذكرنا جميعاً الدرس التاريخي الذي يستخلص من مواقف كبار القادة العنيدين .
    ثم جاءت الآنسة ريما وقالت له "أنت أحسن سائق في العالم.. هيا نذهب إلى القنيطرة المحررة من أجل التلاميذ فقط وليتك تقدر موقفهم وتفعل "

    وإذ به ينهض وقد نهر زوجته وركل إبريق الشاي وصعد إلى الباص.. وانطلق الباص من جديد فقرصته الآنسة ريما من خده وقالت "شكراً يا مرزوقي " فضحك الشيخ مرزوق ولمحت سنه الذهبي ورمى شريط المدير من النافذة ! نعم من النافذة !! بدون تردد وصفق الطلاب كثيراً لكنهم سرعان ما شمتوا بالمدير الذي صمت فقد علم أنّه قدّ أسماعهم بذلك الشريط ، وعاد الباص يسرع شيئا فشيئاً حتى بدا كأنه يطير طيراناً.

    وبدأ أستاذ الرياضيات يغني "كنا ستة على النبعة" وكنا نرد وراءه "أجا المدير صرنا تسعة"، وكان المدير يصفق بشدة والآنسة ترقص بعد أن خلعت غطاء شعرها الوردي وربطته على خصرها،
    وكان صديق المدير ضابط إيقاع وكنا قد ظنناه أستاذاً مثله ، وشاهد الطلاب المناظر الطبيعية على الطريق، وشاهدوا الأنهار الجميلة والينابيع، وشاهدوا الزهور التي على شكل الشموس ، وشاهدوا الجبال الخضراء والسهول الجميلة، وشاهدوا الحصان الذي يسابق القطار ولم نشاهد من القطار إلا سكته و لكن سمعنا شيئاً يشبه صوته ، وشاهدوا السدود التي تمنع الفيضانات وتولد الطاقة ، وشاهدوا الفلاح النشيط وهو يطرد الإقطاعي البغيض، وشاهدوا الفلاح المثقف وهو يحرث بالمحراث الحديث والفلاح العادي يحرث بالمحراث القديم، وأقروا أن المحراث الحديث أفضل بكثير ، وشاهدوا رئيس الجمعية يدافع عن حقوق الفلاحين، و الجندي الصهيوني الجبان يهرب من أمام الجندي العربي ولكن أنا شخصياً لم أشاهد شيئاً لأنني كاد يغمى علي من رائحة المازوت و كدت أتقيأ لدرجة أني لم أعد أرى شيئاً و خاصة أن الباص يطير طيرانا فعلاً خصوصاً على المطبات الطبيعية الكثيرة .ولكن نقل لي صديقي الذي يجلس على جهة النافذة ما شاهده هو و هم ..

    ثم وصلنا إلى المكان المنشود فقال لنا المدير "اجلسوا تحت شجرة التوت" فقال له حمد "ولكنها شجرة تين يا أستاذ " فقال له الأستاذ "اجلسوا تحت شجرة التين يا بغل يا حمد " وجلسنا وكانت شجرة توت ، لأننا لملمنا بعض التوت من تحت الشجرة ورأينا الدودة التي تصنع الحرير و لكن لم نر الحرير وافترشنا بسط الخيش و نصبنا طاولة الإدارة قربنا !

    وبدأ الأساتذة يلعبون لعبة ( الطميمة ) مع بعضهم وبعض الآنسات و الطلاب المتفوقين .بينما كان الشيخ مرزوق يصنع الجمر ويشعل الحطب لإعداد ( أركيلته) وكنّا نبكي ونسعل من الدخان ما عدا الطالب الكسول حمودة الصغير و حمد البغل الكبير لأن أبوهما جزار و عادة يعملون بمحله بعد انتهاء الدوام بقسم الشواء و بموسم السياحة الصيفي فقد كانا يجمعان الخيار و البرتقال و التفاح و الموز من الطلاب لإعادة توزيعها على الأساتذة و الباقي يوضع جانب الطاولة لسد النقص عند الضرورة ..
    وكان الأستاذ يختبئ مع الآنسة ريما بين الأشجار وعندما كانا يظهران كنا نرى فم الآنسة ريما فاقع الحمرة و أحمر من أحمر جمرة على أركيلة الشيخ مرزوق . تركناهم مع بعضهم يلعبون و ذهبنا نسبح في النهر ..

    فقال لنا الأستاذ: "لا تسبحوا في النهر لأن فيه دوارات " وسبح هو و الآنسات وأصدقائه، وكان الأستاذ يغطس تحت الآنسة ريما ويختفي وكانت الآنسة ريما تصرخ ضاحكة "آي"، ولكن نيوتنجي لم يسمع كلام الأستاذ وسبح في النهر فغرق، فضربه الأستاذ ثم أنقذه ثم جعل رأسه مكان أقدامه و أقدامه مكان رأسه ، وأقام له التنفس الاصطناعي وقال للآنسة ريما "لم َ لم تغرقي أنت؟؟ فقالت ولم أغرق أنا ولا تغرق أنت وأنا أنقذك ؟ فنظر وقال أنا رجل و أنا مشرف الرحلة يا آنسة وأنا المنقذ هنا وذهب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .

    ثم قال لنا الأستاذ "هيا لنلعب بالكرة الطائرة" قسّمنا ثلاثة فرق، فريق خلف الأستاذ ليجلب الكرة له ، وفريق خلف فريق أعداء الأستاذ ليجلب الكرة لهم ، وفريق طوال القامة في المنتصف مكان الشباك، وكانوا يضربون الإرسال القوي فترتطم الكرة برؤوسنا وكان يقول لنا "وطّوا رؤوسكم يا عر...."،
    ثم ما لبث أن خسر الأستاذ لشدة ما دعونا له بالخسارة فخرق الكرة بالسكين وسمعنا صوت انفجارها العظيم وضربنا جميعاً بعصاه التي لا تكسر .

    وجلس يلعب ورق اللعب مع نخبة من الأساتذة المحترفين وكانت تدعى اللعبة الأكثر شعبية بالطرنيب الـ 41 وفجأة قال أستاذ التربية العسكرية الجالس قبالة مديرنا فهو شريك المدير "14" قال المنافسان : أربعة عشر !! قال نعم أربعة عشر كما سمعتما ووضع مسدس ال14 الفارغ على الطاولة متحدياً من قد تخول له نفسه أن يخسره إياها ..فصفقنا له جميعاًَ ووشينا له عدد الطرنيبات التي في ورق خصماه عملاً بمبدأ الحيطة و الحذر عسى أن يربح هذه المرة فيكف بلاه عنا وعنهم ولكنه لم يجمع من الـ 14 سوى اثنين هو واحدة و شريكه واحدة فضربانا جميعاً هو و شريكه ومزّقا الورق و نهرانا وطلبا الطعام فوراً ،

    فهرعنا نحضّر لطعام وكان حمودة و حمد يشويان اللحم لأن أبوهما جزار ، وكان جاكسون يغسل الأطباق و هو يرقص فرحاً و حسون ينشفها بشارة الإنضباط ، وكان طنوش ينقل الأطباق مع سلوم ومناضل و ويضعونها أمام سيادة الأستاذ وأصدقائه والآنسات، وقال لنا الأستاذ أخرجوا الشطائر لأن اللحم لنا و الذي يريد لحماً سأطعمه من البواقي لكي لا يحزن ، فأخرجنا طعامنا المعد مسبقاً وبدأنا نأكل الزيت والزعتر وكان لذيذاً جداً وأطيب من لحمهم ، وأكل الأستاذ وأصدقاؤه الشقف والكباب والشيش والريش من دون باق .
    وذهبنا نستبق وكان السباق زوجي ولكن حدثت مشكلة مع أول متسابقين فألغي السباق لأن القرعة جمعت أسرع طالب لدينا مع ابن المدير و قد ضربه ابن المدير لأنه سبقه ! ولما ذهبنا لنشتكي لأبوه نهرنا كالعادة و أعطى ابنه ميدالية السباق ،

    ثم بدأ الأستاذ يصب الماء في الكؤوس حتى منتصفها ثم يصب الماء فوق الماء فيصبح حليباً وفاحت فجأة رائحة اليانسون الجميلة في الجو إثر نسمة غربية ، سأله صديقي الفضولي أسحر هذا أم علم فضربه على قفاه ضربة قاضية خمد الولد على أثرها كما يخمد الجمر إذا سقط في حوض الجليد .
    ثم شرب الأستاذ كأسين من الحليب وبدأ يغني " جاية تسنبل ورايي "، ثم شرب كأساً ثالثة ومد يده اليسرى نحو شعر الآنسة ريما وأنشد : لريما لونوا مائي ببعض الماء والماء ،
    ثم شرب كأساً رابعة فمد يده اليمنى قرب كتف الآنسة شام قائلاً يا شام غنّي ..فانتفضت قائلة ورصاص إن شاء لله ! . ودفعته دفعة قوية و نهرته و نهته و توعدته ففقد الكرسي توازنه للحظة ثم سقط عنه مترنحاً ونهضت غاضبة وركلت كؤوس الحليب والأطباق ونهض هو الآخر وضرب جميع من طالته يده ومن لم يطله توعده ووقف له أمام الباص بالمرصاد .
    وقال "اصعدوا إلى الباص فقد انتهت الرحلة وأخذ التفقد قائلاً الغائب يرفع يده فرفعت يدي لأسأله كيف سيرفع الغائب يده فقال " تعال أيوجد أحد غائب عندك " فقلت له أنت أدرى مني أستاذ ولكن ندمت بعدها ندماً شديداً و لعنت الساعة التي درست بهذه المدرسة و حزن أصدقائي و تألموا كثيراً لمّا قلت له لن أذهب معكم بالرحلة القادمة ولو سجلتم اسمي بلائحة العار ولو توقف نجاحي على المشاركة في هكذا رحلة .
    قهقه طويلاً ثم عبث ثم زمجر و بربر ورماني بخفي الأستاذة حنين المبللان اللذان كانا مرميان بأرضية الباص فاحتفظت بهما لنفسي مع أنني أحترمها جداً فهي مثال يقتدى به وإنسانة رقيقة المشاعر و حنونة كثيراً كما هو اسمها تماماً . و تدخلت الأستاذة حنين وقالت للمدير دعه فأنا صاحبة الخفين ولا مانع عندي أن يحتفظ بهما . و ضحك جميع الطلاب ما عداي فعادوا عن الضحك ليس فقط تضامناً معي بل من شدة تألمهم وتململهم من هكذا مدير .

    وانطلق الباص من جديد، ولم يدق صديق الأستاذ على الطبل ، ولم ترقص الآنسة ريما،
    ولم يغن أستاذ التاريخ "مين اللي فتح الردة " ولم نرد وراءه " سكّر يا دادا سكّر "، ولم يصفق حضرة المدير ، ولم نشاهد المناظر الطبيعية الخلابة ، ولا الأنهار ولم نشاهد السدود التي تولد الطاقة وتمنع الفيضانات ولا الينابيع، بل شاهدنا الإقطاعي البغيض يضرب الفلاح النشيط في السهول و الوديان . الفلاح الذي كان يستنجد برئيس الجمعية ولكنه كان لا يردّ عليه، ولم نشاهد الحصان الأغر التي يسابق القطار بل شاهدت الحمار ولم نشاهد القطار ولم نسمع حتى صوته ، ولم نشاهد الفلاح المثقف وهو يحرث على المحراث الحديث بل كان المحراث القديم مستخدماً بكثرة ولم نشاهد الجبال ولا بحيرة طبريا لأنها كانت خلف الجبل ولا حتى السهول الخضراء بالقرب منا بل كان الخضار فقط على سفح الجبل المحتل ، ولم نشاهد سوى الدمار و الفساد و الفوضى تغرق في كل مكان و لم نعد مسرورين من و منذ تلك الرحلة ..وعدت بخفي الأستاذة حنين . و في صباح اليوم التالي حضرنا الإجتماع الصباحي بمدرستنا العزيزة و نشدنا النشيد الوطني والدموع تسيل من أعيننا و رددنا شعراتنا بصوت مخنوق وذهبنا لصفوفنا بهدوء وسيطر الاكتئاب و الوجوم على الوجوه .
    .
    دمشق عام 1980 م
    أنا طلاَّعُ مجْدٍ للنُّجومِ ولا أخشى لمن تحتَ الغيومِ

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    قص حكى أوقاتا تحتفظ بها الذاكرة وتسعد بتخليدها في حروف
    وسرد طيب مشوق لولا بعض إسهاب

    و ..
    ربما لو حظي النص بشيء من التكثيف وتعميق مراده لبدا أجمل

    أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.82

    افتراضي

    أؤيد ما قالت الأستاذة ربيحة الرفاعي
    لو اختزلت النص وكثفته لكان أحلى وأكثر تشويقا

    شكرا لك أخي

    بوركت

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    يبدو أن المدير خرج ليستمتع هو فقط وليس ليمتع طلابه ويستغلون المتعة بما هو مفيد وتأمل يعود عليهم بالنفع ,المدير و المعلم قدوة لطلابه وهنا المدير كان يأمر بشئ ويفعل عكسه ,
    أسلوبك في السرد جميل , الروح الحلوة وخفة الظل انعكست على النص فنبتسم على بعض المشاهد رغما عنا , وكان أن عدتم في النهاية بخفي حنين دون استمتاع كما ينبغي هي تبقى ذكريات رائعة بحلوها ومرها
    شكرا لك

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    رغم طول القصة فقد استمتعت بها وبطرافة القص والسرد والوصف
    جميل ما قرأت بلغته الساخرة وبأسلوب تصويري تعبيري
    نابض بالحياة ووصف جاذب .
    بوركت مبدعا ـ ولك تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    فصل من رواية هي

    والرواية غير القصة

    فمن الطبيعي بل من الضروري ان تعتمد على الوصف والاسهاب

    اعجبني الاسلوب المسترسل الفياض

    واعجبني الرمز السياسي والاجتماعي الملغز خلف هكذا رحلة وهكذا مدير وهكذا مجتمع .. كأننا نعيش واقعنا العربي مرتين
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

المواضيع المتشابهه

  1. قصة طويلة
    بواسطة محمد عادل أبو الخير في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-06-2018, 05:40 PM
  2. قصّة طويلة جدًّا
    بواسطة خلود محمد جمعة في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 26-12-2015, 09:32 PM
  3. مفترق العمر ،، قصيدة نثرية طويلة ،، الحمصي
    بواسطة عبدالرحيم الحمصي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 09:39 PM
  4. (طويلة): بيان من الشاشان
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-09-2003, 09:14 AM