ما أطول َ ذاك النهار كان !!
ككلّ نهارٍ أتذكّرك فيه
أجلس ُ من ثم ّ أقفْ !!
أمشي من ثمّ أجري !!
أفتح الباب وأنظر إلى الشارع ِ كالمجنونة
وكأني سأراك
أنا أعلم أنك لست هنا
لستَ في هذه الأرضِ حتى
لكن ْ مجرّد إغلاق الباب يزعجني
رميُ الستائر على وجه النافذة يتعِبُني
لا أريدُ أن يأتي الليل ْ
أريد ُ أن أرى الشمس َ
وأسمعُ صوت َأذان ِالظّهيرة
أصلّي
وأدعُ أن أراك ْ
أن أسمع َ اسمك
يا لي من مسكينة
كم من نهارٍ مرّ وأنا على هذا الحال ْ
لا أراك َ إلا في منامي
أعشقُ عيونك في حلُمي
وأسمع صوتك في نومي
أراك واقفا ً ...جالسا ً ...ضاحكاً ...فقط في أحلامي
وبعد أن ينتهي ذاك الليل ْ
تختفي أماكن وجودك
وتمطرُ الدنيا على آثارِ رائحتك ْ
وتغسل ُ قطرات النّدى كل ّ لمسة ٍ من يداك ْ
وكلّ نظرة ٍ من عيونك َ الساطعة ِ
فوق ذاك َ المقعد ْ
تجبرني على تصديق ِ أنّني أتوهم ُ تلك الأجواء ْ
لم أكن أصدق ّ أني أحلم ْ
ولكني كنتُ أحلم ُ وقلبي يعلم ُ أنه ُ ضحيّةُ ضياعك َ الأسودْ
كان ككلّ نهارٍ ذاك النهار ْ
انتظرتُك َ
وانتظرتُك َ
ولم تأتي
أجلسُ ثم ّ أقف
أتوسلُّ إليك من بعيد ْ
وأرجو ذاك النهار َ أن يرسلك لي
ولكن دون جدوى
أحاول إقناع نفسي على كره ِ انتظارك ْ
ولكنّها تأبى
تعود ُ
وتكرّر ُ انكسارها
تتنازلُ مرّة ً أخرى نفسي
ويتكرّر كل ّ يوم ٍ ذاك َ النهار ْ !!