عتابُ الورد
يعاتبُني ويقسو في العتاب ِ
فيقذفُني إلى ذاكَ العذاب ِ
وينظرُ نظرة العُتْبى لأني
تأخَّر مَقدَمي بعدَ الغياب ِ
يشيرُ محذّرا في عُنفِ لوم ٍ
فأعشقُ لومَهُ بمدى انسيابي
ويأسرني بسِحْر الصَّخب خوفا
وهل تحلو البحارُ بلا عُباب ِ؟
فيبسمُ من شغاف ِالقلب ِ نبضٌ
وأرحل في هِيامات ٍعِذاب ِ
ويهدأ غيظُهُ في ضمِّ خصرٍ
ويسكرُه نبيذٌ من رُضابي
فيمسحُ دمعتي بحنان ِعشق ٍ
ويزهرُ حقلُنا عند التصابي
وأهمسُ همسةَ ًفي بوْح ِ لثم ٍ
وأرنو للشفاه ِ بلا اغتراب ِ
وترتاحُ الجدائلُ فوقَ زندٍ
فيعبقُ سرُّ حبي في اقترابي
فأهذي في الكلام بلا وضوح
يلعثمني السؤال بلا جواب
وتهدرُ في ضفاف ِالوجْد ِروحٌ
وتصهلُ خيلُ حبي في اضطرابِ
وتتكئ الخصور على هواها
فيهمي الغيث ُمن ذاك السحابِ
نحلق في فضاءات التسامي
فتخضرُّ الزنابقُ في الشِّعابِ
فلا خوفٌ يساورني ورعبٌ
ولا أخشى التجولَ في الضّباب ِ
لأني أنسجُ الأحلامَ دفئا
يهدهد موج نفسي واصطخابي
تشابكتِ الأناملُ في حنان ٍ
فأورقتْ الغصونُ على الرّوابي
تغازلُ رعْشةُ النسمات ِخدي
ويسكرني ارتشافٌ من حَبابِ *
وتسحرُ خاطري همساتُ هدْب ٍ
جنونُ الليلِ أفقدني صوابي
فهلْ من لائم ٍيقسو بعتْب ٍ
إذا يوما يفارقني لبابي ؟
وهل تسخو الأزاهر في رحيق
ولا تعطي من العسل مذاب؟
وتعزفُ حولنا الأطيارُ لحنا
فتأتي نغمةٌ بأسى الرَّباب
يغارُ البلبلُ المحزونُ منها
فيصمتُ ساهما في ظلِّ غاب
فما أحلى سويعاتِ التلاقي
ولو كانتْ خيالا كالسّراب
ويسرقنا الزمانُ فما درَيْنا
أيسكرُ عاشقٌ دونَ الشراب ِ؟
الحَباب : فقاقيع تظهر على سطح الخمر أو العصير أو الماء