لماذا هواكِ بروحي استقرْ
وأغرى فؤادي بكِ والبصَرْ
لماذا أحبّكِ فوق الخيال
بكلّ المعاني وكل الصّوَرْ
لماذا هواكِ أبى من دمي
خروجاً وطيفكِ هدّ النّظر
لماذا عجزتُ وفيكِ أنا
غدوت المتيم بين الفكر
أغنّي هواكِ ولم تسمعي
ويشدو هواكِ أزيز الوتر
لماذا عشقتكِ دون النساء
وصرتِ لقلبي مزار الكدر
وأنتِ المليكة في قصرها
وأنتِ الحبيبة بين البشر
لماذا أحبّكِ حتى البهاء
وحتى النسائم وقت السَّحر
وحتى الدروب على ظهرها
وتلك الطريق وذاك الممر
وتلك القصيدة في نظمها
ونثر الحداثة في من شعر
وهذي الصحائف في محبري
وهذا المداد إذا ما انهمر
هذي المشاعر ثم الجوى
وهذي الخمائل ثم الشجر
هذي الشواطىء في بحرها
وهذا الحنين وهذا السهر
أأنتِ السعادة في مهدها
تُراقص حبكِ حكم القدر
أم أنّ حبكِ هو موتتي
وقلبي لحبكِ صوما نذر
لماذا أحبكِ فوق الهوى
ومنكِ أُسائل أين المفر
أجيبي فإني لقيت الذي
تولاّ زمانا وها قد ظهر
وصرتُ ألاقي لديكِ الهوى
وأقسِمُ أني لقيتُ الخطر
بُثَيِنة قولي فداكِ دمي
وعمري فداءً لكِ والنظر
إذا كان قلبكِ يحلو له
مماتي فإني شهيد الحوّر
ومني لماذا أغار عليكِ
ومن نسم فجرٍ إليكِ عبر
أجيبي فإني وربي مضاع
مماتي ستبقين عندي السّور
سأتلوكِ حبّا غدى في دمي
وفاء ووداً طهوراً قمرْ
وَعَطْرْ