أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: الرحيل

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي الرحيل

    رفع عينيه يرقب قرص الشمس في احتضار المغيب , يملأ عينيه من المشهد الأخير لحياته في هذا الوادي المقفر من كل ما هو حي عدا بعض رموز الطبيعة القاحلة و أشجار العرعر الشاحبة تتناثر في أرجائه الفسيحة التي تحدها الجبال من جهات ثلاث على شكل خليج طويل تبقى جهته الشمالية محط أنظار سكانه ترقب الداخل إلى الوادي و الخارج منه أو "جَدْرْ" كما يسميه سكانه و من يقطنون حوله كناية عن الجدار الهائل الذي يسد مسار السيل العابر في الوادي.


    مكث في صمته طويلا يراقب ابنته و أبناءَها الثلاثة و هم منهمكون في جمع حاجياته و ملابسه من داخل خيمته المهترئة , لحظ في عيني ابنته نظرات السعادة مختلطة بالدهشة و كأنها في حلم , لقد فاجأها قراره بترك الوادي و العودة معها إلى المدينة . لم تصدق سمعها بادئ الأمر وهي التي فقدت كل أمل في إقناعه في الانتقال معها إلى المدينة منذ سنوات عديدة مضت وبعد رحيل والدتها ومكوثه وحيدا مع قطيع أغنامه في الوادي.

    ما زال يذكر كيف قدم إلى هنا منذ أكثر من ستين عاما، كان الوادي وقتها ممتلئـًا بالحياة قد نصب سكانه خيامهم في أماكنَ متفرقة منه، الشجر الأخضر يملأ نواحيه، وجباله مكسوة باللون الأخضر وينابيع الماء تتفجر من أحشائها تنتقل عبر القنوات التي شقها السكان لتصل إلى حقول القمح الصغيرة المتراصة في أسفل الوادي بجانب رياض النخيل الباسقة.


    لبث برهة يحاول أن يتذكر مكان الديوان الرئيسي الذي كانت تعقد فيه اللقاءات اليومية بعد كل صلاة مغرب و أثناء المناسبات و الأعياد , مشى إلى مكانه الخاوي يتوسط منازلهم ووقف محاولا استرجاع تفاصيل الديوان , كان كبيرا جدا صيوانين متعاكسين أحدهما خاص بالرجال و الأخر خاص بالنساء تفصلهما باحة واسعة كانت مرتعا لأطفال الوادي وقت المناسبات.


    كانوا يبدؤون اليوم قبل شروق الشمس باجتماعهم لصلاة الفجر في الديوان ثم يتفرقون إلى أعمالهم على أنغام زقزقة الطيور و طنين أسراب النحل التي تنطلق من خلاياها المنصوبة في رؤوس الجبال , يعمل الرجال في الحقول و رعاية خلايا النحل و ترعى النساء الأغنام و كان الأطفال يمرحون بين هنا و هناك و عند الغروب يعود الجميع إلى بطن الوادي يبغون الراحة بعد عناء يوم حافل يلجون بعده في سكون الليل العميق.



    قبلَ قدومهِ للوادي بدأ حياته مرتحلاً مع أُسرته من مكان إلى آخر يتتبعون الكلأَ و الماءَ لمواشيهم فلم تستهوهِ حياة التنقّل و آثر الاستقرار بعد زواجه فأشار له والده بأن يتزوج من إحدى الأسر التي تسكن الوادي و يستقر هناك و لقد كان ذلك.

    مع الأيام بدأ سحر الوادي يتسرب إلى قلبه و يزداد تعلقه به و لا يطيق البعد عنه كثيرا , حتى أنه في إحدى المرات اضطر للسفر إلى المدينة على بعد أسبوع بالجمال فشعر بالضيق في منتصف الطريق فقفل راجعاً إلى الوادي و لم يُعرف عنه بعد ذلك أنه فارقه.

    اندمج في مجتمع الوادي بفضل سخاءِ نفسه و هدوءِ طباعه و حكمته التي تكونت من تقلب أحواله في سنوات الترحال فكان يلجأ إليه جيرانه في كل خطب او استشارة و كان يقضي فيما يقع بينهم من خصومات و خلافات ويثقون به ثقةً مطلقة حتى اصبح كالرأس فيهم بالنسبة للجسد.


    استمرَّ هدوءُ حياته في الوادي فترة طويلة من الزمن , ربما بفضل العزلة التي فرضتها الطبيعة , كبر فيها أبناؤه حوله , ولدان وبنت يعينونه في رعي قطيع الأغنام و رعاية الحقل ,أشار عليه بعضهم أن يلحقهم بإحدى المدارس خارج أطراف الوادي كما يفعل الجميع أملاً في أن يفتح التعليم لهم افاقاً أوسع و حياة أفضل خارج الودي و هذا الذي لم يكن ليطيقه أبداً فقد اختار لأبنائه حياتهم معه في الوادي بكل تفاصيلها و حدد لهم نصيبهم من حقول القمح و خلايا العسل حتى أصهاره في المستقبل اختارهم من بين جيرانه. لم يسلِّم بادئ الأمر و رفض إرسال ابنه الأكبر إلى المدرسة و لكنه رضخ بعد ذلك لإلحاح زوجته و جيرانه.

    لم تعجبه التغيرات التي طرأت فيما بعد على سكان الوادي خاصة بعد وصول طريق الأسفلت إلى مكان غير بعيد عن مشارف الوادي فأوفد إليهم غرباء اقتحموا عزلتهم و هددوا سكون حياتهم.
    تطور الأمر بعد ذلك فاقتنوا السيارات التي اختصرت لهم طريق المدينة إلى ساعتين بدلاً من أسبوع كامل وأصبح الذهاب إلى المدينة و جلب الضروريات نهاية الأسبوع حاجة لابد منها لكل بيت من بيوت الوادي فلاحظ بأسى علب الصفيح و الكرتون وهي تتكاثر كالذباب في أرجاء الوادي . حتى مسامرات الليل كادت أن تتلاشى إلا من بضع أفراد بعد أن أدخل السكان المذياع إلى خيامهم فتبدلت مواضيع أحاديثهم العامة فأخذوا يتداولون أخبار الحروب و السياسة و بعض البرامج الفكاهية في الإذاعة المحلية.

    تغير حاله معهم فأصبح صامتاً جُلَّ وقته بعد أن كان سلطان مجلسهم و راوي القصص و الحكايات التي يُذعنون بشوق لسماعها و أخذ يراقب تغير أحوالهم عن كثب و هو في قلق من المستقبل.

    في أحد الأيام أخبره أحد الجيران بعزمه على الانتقال إلى المدينة رغبة في إلحاق أبنائه بوظائف هناك , حاول جاهداً أن يثنيه عن عزمه ليس تمسكاً به بقدر ما هو سد لهذا الباب حتى لا يألفه سكان الوادي و يهجروا موطنهم إلى حياة المدينة , فلم يفلح في ذلك وحدث ما كان يخشاه فاستهوت حياة المدينة معظم سكان الوادي فشدوا إليها رحالهم و تركوا الوادي في وحشة بعد أن كان أنساً بسكانه.

    صارحه ابنه الأصغر بنيته في السفر إلى إحدى مدن الشمال ليلتحق بإحدى الوظائف العسكرية , حاول ثنيه باللين تارة و بالشدة تارة أخرى فلم يستجب له , بقي ابنه الأكبر معه و تزوج من إحدى الأسر في الوادي و بنى بيته في المكان الذي حدده له فاستبشر خيرا بهذا الطالع.
    تباعدت فترات هطول الأمطار و تغيرت مواعيدها فارتجف قلبه وشعر أن حتى نواميس الكون تحاول أن تغيظه. انقطعت الأمطار أغلب فصل الشتاء فأجدبت الأرض وجفت الآبار فاستنجد السكان بسياراتهم لجلب الماء من الآبار البعيدة و هجر النحل الجبلي خلاياه المغروسة منذ عقود في قمم الجبال. صلى بهم صلاة الاستسقاء أملًا في نزول المطر و رغبةً في استمرار الحياة في الوادي , هطلت زخات خفيفة كأنما تسترضيه السماء , استبشر خيراً فصعد إلى أحد الجبال العالية ينظر إلى السماء كأنما يستحثها بالمزيد و في الأفق لاحَ له شبح المدينة و قد أضحى غير بعيد, شعر بانقباض في صدره و صعدت منه زفرة يأس , لقد فات الاوان.

    تزايد عدد السكان المهاجرين واحد تلو الآخر ولكنه لم يعد يكترث بقي هو و ابنه الأكبر بعائلتيهما . تزوجت ابنته الوحيدة و انتقلت مع زوجها إلى المدينة , كتم حزنه في قلبه و لم يعترض خشيةً في أن يعيق نصيبها خاصة و أنه لم يعد هناك شبان في الوادي و حياتهم أضحت في عزلةً عن بقية البشر.
    تقدم به السن و صار يجد مشقةَ في صعودِ الجبال فاكتفى بممارسةِ حياتهِ في سهلِ الوادي فلم يعد هناك ما يجبره على صعودِ الجبال بعد هجرةِ أسراب النحلِ و مُحولِ المراعي فصار يجلبِ علف قطيعه مع بقيةِ حاجياته من المدينة.
    فقد الوادي هدوءه المعتاد و اصبحت تغزوه مركبات الغرباءَ من و قتٍ إلى آخر بحثاً عن الحطب من بقايا الأشجار التي تلاشت أرواحها مع ندرة الأمطار , علت أصوات المناشير الآلية في الوادي , اسائه الأمر جدا فلم يرضَ أن يُمثل بأشجار الوادي بمثل هذه الطريقة فتقدم منافحاً عن ما يحسبه جزئاً منه, صرخَ فيهم و توعدهم مضوا في طريقهم ثم عادوا بعد فترةٍ قصيرة , استسلم للأمر الواقع من جديد و تركهم في عبثهم و أصبح الصمت رده الوحيد على كل ما يستجد بالوادي.
    في أحد الأيام فارقت زوجته الحياة ,حزُنَ على فقدها وزادت الوحشة في قلبه بفراقها , دفنها بالقرب من قبر أبيها , حضر من تبقى على قيد الحياة من سكان الوادي السابقين لتعزيته , نظر في أعينهم بعتاب واسوه و طيبوا خاطره و شكوا إليه حياة المدينة و ما فيها من ملل و ضيق وقت يمنعهم من الاستمتاع بحياتهم فيها حتى بدت تحدثهم أنفسهم بالعودة للوادي, تجاهلهم بصمته و لم يكترث لهم فلقد أيقن في نفسه أن الحياة في الوادي تحتضر و أنه آخرُ زفرةٍ في رُوحها .
    فاتحه ابنه الأكبر بموضوع الرحيل إلى المدينة و أنه أصبح ضرورة حتمية طلباً لما هو متاح فيها من خدمات و طلب رزق بيسر و سهولة و لتعليم أبنائه بعد أن أُغلقت المدارس القريبة من الوادي لقلة أعداد الطلاب , لم يعطه جواباً إلا في اليوم التالي بعبارة يتيمة قال : ارحل بأهلك و أبنائك إلى المدينة إني باقٍ هنا. رحل ابنه بعائلته و هو يحمل همه و حزنه على والده بعد أن تركه فريسة سهله لوحدة بالغة المرارة تنهش روحه قبل جسده في وادي موحش تكسوه حياة شاحبة.

    مضت أيام وحدته رتيبة يصارعها بصمته تارةً و بانشغاله بقطيع أغنامه تارةً أخرى , إزداد تدينه بعد تردده على القنوات الدينية التي تبثها الإذاعة الوطنية و يلتقطها مذياعه المثبت على خاصرته كجزء من جسده يحمله معه أينما حل في الوادي, أصبحت الصلاة و الصيام سمته الغالبة يجد فيهما سكينة روحه ومتنفسا من وحدته , يتردد عليه ابنه الأكبر و ابنته بين فينة و أخرى ليتفقدوه و يلبوا له احتياجاته مما تزخر به أسواق المدينة من مطعم و ملبس و احتياج قطيعه من علف و ماء أما إبنه الأصغر فيزوره في الأعياد و ينقطع عنه بقية أيام السنة , بعض أقاربه و أصدقائه يفاجئونه بزيارات متقطعة , لم يألو الجميع جهداً في إقناعه بالانتقال للمدينة لكنه يلجأ لصمته كردٍ نهائي لهذا الأمر.
    مع مرور السنين استمرأ وحدته و استطابت لها نفسه , عكف على بناء خلايا جديدة في رؤوس الجبال أملاً برجوع النحل و أعاد زراعة حقله بعد أن اتفق مع أحد سائقي الصهاريج ان يجلب له الماء كل أسبوع نشر قطيعه على سفوح الجبال ويحادث أغنامه بأسمائها و يحثها على إيجاد الكلأ , يشدو بما يحفظه من أغانٍ و أشعارٍ قديمه بأعلى صوته يرتعش عوده الهزيل طرباً لصداها , عبثاً يحاول أن يبعث الحياة في الوادي من جديد .
    حدثته نفسه في أحد الأيام أن يقيم وليمة كبيرة يدعو لها أصدقائه من سكان الوادي ممن بقي منهم على قيد الحياة و أقربائه جميعاً فكم يهفه الشوق لأن يرى الوادي و هو يعج بالناس من جديد, استحسن الفكرة فأستدعى أبنائه و أحفاده ليهبوا لمساعدته أعاد بناء الصوان القديم لاستقبال الزوار و أعاد تأثيثه بما يشبه الصوان القديم , وضع موقد النار في المنتصف كالعادة و رصّ فوقه دلال القهوة ,عزل بعض الشياه السمان من قطيعه و أجزل لها العناية كي يولم بها في ليلته الموعودة , كان يعمل بشغف عميق تلبَّس روحه و أنعش جسده و سبح بعقله في خيالات ليلته تلك و ما سيكون فيها من صور و أحداث و قصص و حكايات وحنين تواق لماضي الازمان و لحاضر المكان .
    سارت به خيالاته بضعة أيام حتى حلَّ اليوم المنتظر , نهض فيه باكراً و لبس جديد الثياب , صعد إلى منتصف الجبل المقابل لمدخل الوادي , جلس على صخرة بارزة و أركز أسفل ذقنه على عصاته , رمى ببصره إلى مدخل الوادي مترقباً قدوم ضيوفه بوله و شوق, مضت ثلاث ساعات قبل أن يصل لسمعه أصوات لمركبات و هي تشق الطريق الصحراوي عرف بها وصول أبنائه , نزل لاستقبالهم و أسارير الفرح تملأ و جهه الأسمر الدقيق , تناول إفطاره معهم بشهية مفتوحة رسمت البسمة على وجه ابنته فهي منذ سنين طويلة لم ترى أباها على هذا النحو . بعد ذلك انشغل الجميع بإعداد الوليمة و ترتيب الصوان و ملأ دلال القهوة , رجع إلى مكانه على الصخرة في منتصف الجبل بعد أن اطمأن على سير كافة الترتيبات كما يريد و عاد يرمي ببصره جهة مدخل الوادي فما بقي إلا أن يصل ضيوفه ليتم مراده.
    نظر الإبن الأكبر ناحية والده بحزن فلقد انقضت الساعات المرتقبة و لم يعبر أحد مدخل الوادي منذ الصباح غيرهم , حل المساء و أُطفأت نار الوليمة و جلس الأبناء و الأحفاد بتململ و سخط من تأخر الضيوف و لم يبرح والده مكانه فوق الصخرة مصوبا بصره جهة مدخل الوادي حتى تلاشت لديه كل قطرة من امل و كل خاطرة من عذر يعذر بها ضيوفه , نهض من مقامه و توجه ناحية خيمته و صلى العصر مع أبنائه ثم جلس فوق سريره و طلب منهم الرحيل قبل أن تغرب الشمس و يحل الظلام , حاولوا مواساته و تهوين الأمر عليه لكنه لجأ إلى صومعة صمته فتركوه على حاله و مضوا قافلين إلى المدينة.
    استيقظ قبل الفجر و الوادي يعج بالسكون نهض من فوق سريره و اتجه صوب إبريق الماء ليتوضأ فرأى شفقاً أصفر يتلألأ فوق الجبال , امتعض وجهه و هو يستذكر أحداث يومه , أمسك بعصاه و استجمع قواه و صعد الجبل كأنما يريد يستكشف ماهية هذا الضوء , و صل القمة بعد جهد , و أقصى ببصره ناحية الشمال فسرت رعشة سريعة في جسده أسقطت عصاه من يده , إنه يرى المدينة من بعيد و هي تضرب جبال الوادي بوهج أضوائها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب و تطوقها بطرقها سوداء تتلوى كأذرع الإخطبوط تداهن الزمن لتبتلع الوادي كما ابتلعت أهله من قبل و كل ما كان جميلاً فيه و تدفنهم في جوفها المظلم ليتخبطوا في متاهات أغوارها السحيقة ويسقطوا في شِراك جمودها فتندثر هناك كل رموز الحياة و فطرتها الجميلة.

    - تمت بحمد الله

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.01

    افتراضي

    أخي الأكرم ، الأديب أحمد
    أسعد الله أوقاتك
    - قصّة قصيرة بطعم مميّز .
    - نقلتَ إلينا بالسرد والوصف بيئة بدوية ريفيّة ، وما طرأ عليها - بحكم التغيّر الطبيعي للمجتمع - من هجرة أبنائها ، وانسلاخهم من حياة الأب والجد ، ورسمتَ ملامح البطل ( العجوز، الشخصيّة الرئيسية ) بوصف الشخصيّة ، وبالكلام عنها ، وبفعلها وقولها .
    - لو أنك استخدمتَ الحوار الداخليّ في رسم ملامح العجوز لجعلتَه أقربَ إلى قلب ونفس القارئ . وكذلك كان هناك فرصة للحوار الخارجي مع ابنته .
    - جعلتَ الخاتمة أولاً - الخطف خلفاً - وهذا خفف من تأثيرها وإثارتها .
    - والتأزم في القصّة جاء خفيفاً بطيئاً ، ولم يكن حدثه بتلك الأهمية .
    - وقع في النص بعض الأخطاء اللغوية ، التي يُمكن تخليصه منها بمراجعة بسيطة وسريعة .
    تحياتي
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    ألأستاذ الفاضل مصطفى حمزة

    مروركم شرف لي و ملاحظاتكم القيِّمة سأضعها نصب عينيّْ.

    لك مني كل المودة و التقدير

  4. #4
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    سرد جميل اخي الاستاذ احمد حسن
    المدينة بضوضائها وجمودها تجذب المهاجرين..لكن حياة البداوة والريف تبقى لها ذكرياتها مغروسة في النفس.
    تحياتي وبانتظار جديدكم.
    دمت بخير.
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    عندما يجود المطر وتلبس البادية ثياب الربيع بألوانه الزاهية، ويعبق جوه بعطور أشجاره
    وتتفجر ينابيع الماء من أحشائها فهي جنة الله في أرضه في عيون أهل البادية.
    وشيخنا عشق الوادي الذي أمضى فيه حياته .. ولكن المدينة زحفت على الوادي وأحدثت
    فيه تغيرات وجذبت أهل الوادي إليها ببهرجتها ـ وتكاتفت الطبيعة معهم فانقطعت الأمطار
    وأجدبت الأرض وجفت الآبار وتزايد عدد المهاجرين إلى المدينة وتركوا الوادي تباعا
    وقد تألم شيخنا وهو يشعر بإندثار كل رموز الحياة وفطرتها الجميلة.
    طرح بجمالية ماتعة وسرد شيق
    نص ثر مكتمل الملامح وأداء مبهر بتراكيبه ومعانيه
    بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    سرد جميل اخي الاستاذ احمد حسن
    المدينة بضوضائها وجمودها تجذب المهاجرين..لكن حياة البداوة والريف تبقى لها ذكرياتها مغروسة في النفس.
    تحياتي وبانتظار جديدكم.
    دمت بخير.
    ترابها المسك بل أنقى و جاد بها.....صوب الغمائم بالأصال والبكر
    نلقي الخيام وقد صفت بها فغدت.........مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
    الحسن يظهر في بيتين رونقه........بيت من الشِّعر أو بيت من الشَعَرِ


    تحياتي لك أستاذي عبدالسلام دغمش و شكراً على مرورك الجميل

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    عندما يجود المطر وتلبس البادية ثياب الربيع بألوانه الزاهية، ويعبق جوه بعطور أشجاره
    وتتفجر ينابيع الماء من أحشائها فهي جنة الله في أرضه في عيون أهل البادية.
    وشيخنا عشق الوادي الذي أمضى فيه حياته .. ولكن المدينة زحفت على الوادي وأحدثت
    فيه تغيرات وجذبت أهل الوادي إليها ببهرجتها ـ وتكاتفت الطبيعة معهم فانقطعت الأمطار
    وأجدبت الأرض وجفت الآبار وتزايد عدد المهاجرين إلى المدينة وتركوا الوادي تباعا
    وقد تألم شيخنا وهو يشعر بإندثار كل رموز الحياة وفطرتها الجميلة.
    طرح بجمالية ماتعة وسرد شيق
    نص ثر مكتمل الملامح وأداء مبهر بتراكيبه ومعانيه
    بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أستاذة نادية

    لك كل الشكر و التقدير على كلماتك الجميلة و مرورك العطر

  8. #8
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    قصة وصفت الهجرة من القرية الى المدينة بدقة بكل عواملها الداخلية والخارجية
    وصراع الاجيال بالفكر والتعامل وهجر القديم والسعي للجديد بسلاسة
    هناك نقطة نصل اليها تعتبر الحاسمة اذ لا بد من الرحيل
    قصة معبرة وعميقة
    تقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة خلود محمد جمعة ; 29-10-2014 الساعة 07:48 PM

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2014
    المشاركات : 52
    المواضيع : 6
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    قصة وصفت الهجرة من القرية الى المدينة بدقة بكل عواملها الداخلية والخارجية
    وصراع الاجيال بالفكر والتعامل وهجر القديم والسعي للجديد بسلاسة
    هناك نقطة نصل اليها تعتبر الحاسمة اذ لا بد من الرحيل
    قصة معبرة وعميقة
    تقديري
    الأستاذة الفاضلة خلود

    أسعدني مرورك جداً
    دمتي بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة خلود محمد جمعة ; 29-10-2014 الساعة 07:48 PM

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    سرد لافت بدقة التفصيل وجمالية الأسلوب ومهارة رسم الشخصية وملامحها
    وصف البيئة وتغيراتها وعلاقة البيئة الطبيعية بذلك كان مؤثرا بقوة في فهم القصة ورسالتها

    بعض هنة شابت اللغة كان لكاتبنا ببعض المراجعة أن يعفيه منها

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. زمن الرحيل
    بواسطة قطرالندى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-05-2021, 05:35 PM
  2. رسالة قلبٍ قبل الرحيل
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 08-01-2018, 06:42 PM
  3. الرحيل ... والعودة ... والضياع
    بواسطة مصراوى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-06-2013, 06:53 PM
  4. لم يكن الرحيل مشكلة..
    بواسطة معاذ الديري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 22-05-2009, 09:38 AM
  5. لوحات تشكيلية لزمن الرحيل ...
    بواسطة الأندلسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-06-2003, 03:06 PM