أيُّهم يكفلُ مريم؟
أيُّهم من مِسْكِ تَقْواها تيَمَّم؟
أيُّهم يأتي لشهر الحبِّ
كاليومِ المتَمِّم؟
أيهم يكفلُ مِن موروثِها العُذْرِيِّ
عُنقودَ المزايا؟
ذاكَ مَن صَبَّ الهُدَى في قومِهِ
أم مَن تَكَتَّم؟
أيُّهُم يكفلُ مريم؟
ذاكَ سُؤْلٌ
مالهُ عصرٌ
ولا يطغَى على آثارهِ
قومٌ.. وتاريخٌ.. ومَعْلَم
صدِّقوني إذ أنادي اليومَ في قومي
وأمضي باحثًا فيهم بعهدي
أيهم يكفلُ مريم؟
الذي قد نَصَّبَ الكُهَّانَ مختالاً
بثالوثٍ تهَشَّم؟
الذي حَدَّثَني في كلِّ وقتٍ
عن إلهٍ يتَقَزَّم؟
..ـيَتُها العذراءُ ضُمّي
طفلك المجروحَ مِن أعينِهِم
كَمْ مِن فؤادٍ
بارزَتْهُ العينُ حِقْدًا
فتَسَمَّم.
خَبّريهم: ليسَ بعد الدينِ دين..
إنما نجمٌ وحيدٌ
طَوَّقَتْهُ الرُّسْلُ،
جالَتْ كوكبًا في كوكبٍ
بالأفقِ بينَ الصَّاعِدِين..
خبّريهم..
ثمَّ إن لم يقْدُروا الرحمنَ قدْرَ الكبريا
فاعتزليهم
واركعي للهِ بين الراكعين..
واسأليهم
كيف للرَبِّ الذي
قد سَبَّح الرعدُ بحمده..
والسَّما قبضتُهُ تطوي كتابَ الكونِ
أن ينساقَ في ذلٍّ
إلى هذا الكمين؟
كيف نرْضَى كرمشات الصبحِ
أن تهوي على شمسِ اليقين؟
ثم يأتينا صليبُ الشَّكِّ
حتَّى صدَّقوا أن انسكابَ النورِ
قد يَحْرِقُ ربًّا
أو بأنَّ العفوَ يقضِي
بامتثالِ الربِّ كي ينبُتَ
في ماءٍ وطين!