سألتُ البحر يومًا في التلاق
أمنك الملح أم ماء المآقي
فجاوب قال إنّي كنت عذبًا
ولي عينٌ يزاورها رفاقي
ولمّا قد قضى ربي فراقًا
تمازجَ دمعنا هول الفراقِ
فقلتُ : بجوفك الملآن غرقى
وتُدعى غادرًا فيمن تلاقي
فأجهش في اضطرابٍ قال إنّي
تجدّد داخلي ذكرى العناقِ
بِما مَدِّي غدا قد راح جزري
بخيباتٍ على قدمٍ و ساقِ
أظُنّ بكل مرتادِ لمتني
لعلّ برحلهِ فكُّ الوثاقِ
ومن قالوا بأنّ الغدر طبعي
لعمري ليس هذا من خلاقي
أأُبلى باتّهامٍ ليس منّي
لأنّي هِجْتُ في موج اشتياقي
أأُطفِأُ كلّ همٍّ رام مائي
ويُجهَلُ أنّهُ زادُ احتراقي
وأرباب المراكب حين قرّوا
بعرضي حين سرّهُمُ اتساقي
وكيف لكلّ مرساةٍ رموها
حديثًا ليس ينساه اختراقي
وتَعْجَبُ مِنْ أُجاجي ما تأتَّى
وأصل حدوثهِ ذرْف السواقي
فليتَ الخلق لو عرفوا وفاءً
تأكّدَ عندهم أنّي البواقي