سُحقًا لم البشرُ ضعفاء ؟!
الضعف توارثه الأجيال ، هي صفة مدقعة لن ننفك عنها ، جعلتِ الناس في حالة يُرثى لها من الذلِّ في سالف الأزمان وحتى يومنا هذا ,ألم يلهثوا خلف الشمس لعبادتها ؟
يركضون نحو الشجر خاضعين لها ، ويرقصون حول النار خاشعين لها ، ويَتَّحِدونَ مع الطاقة الكونية ليتحدُّوا الكبير المتعال ، ويخشون الجن راكعين .
ماالذي دهى بني آدم ؟!
أليس واضحا من تأمَّل هذا الكون الفسيح بكلِّ مايحويه أنَّ هناك يد خلقته وأتقنت صنعه، فسبحــانه العليُّ القدير حينما فرض علينا الإسلام وأحكامه صرنا في أوج العظمة ووصلنا لعنفوان السماء وسمت أرواحنا ، إيماننا به قوَّى القلوب ، فلانخشى أحدا إلاَّه .
وكما يعلم الجميع أنَّ البشر فضوليون بفطرتهم ينمو فيهم حبُّ استكشاف المجهول وفكِّ شفرة الغموض ، بيد أنَّ الدنيا تعبُّ من ماء الألغاز وتتشرَّبُ به ، وماذهولنا وسط مانكتشفه إلا ذرَّة في عالم كبير
فلسفةُ الحياة معقدة جدًّا أكثر من الموتِ , قد يستغرب البعض ويأخذ كلٌّ منَّا منحى آخر في التفكير ..!
فالحياة تنهل من جُلِّ علومها محاولا معرفة كل شبر في أرض تمتدُّ إلى مالا نهاية ومهما وصلتَ أيها العبقريُّ إلى أعلى المراتب إلا أنَّ رأسك سرعان ماينتكس خذلانا ؛ لكون ظهور ألغازا أجلُّ غموضا من صويحباتها , أما مابعد الموتِ فهي عوالم غيبية لايجوز لنا أن نخوض فيها ونستفسر عن أمور لاشأن لنا بها ،وماعلينا فعله هو الإيمان بما أخبرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى دون أن نراه
لكن مازال الإنسان يتمادى محاولا السيطرة على العالم وقوى الطبيعة والوصول للفضاء والنبش في الكواكب فأكاذيبهم وخزعبلاتهم لم تنقرض بَعْدُ عن المجرَّاتِ الأخرى ,أصبح يستمرأ ويقبع في أمكنة مهجورة ساحرا ومشعوذا قذرا يستعين بالجن لتحقيق مايريده كي تخنع له البشرية .
أيها القوي ، أيها الملك ..
هناك ملك الملوك القهار سيخسف بك وبأعوانك من الشياطين .
أمرٌ نوقنُ به أنَّ هناك أرواحٌ خفيَّة لاتُرى ؟! أهي شفافة ؟ أم مادة هلامية لزجة ؟أم .. ماهي كينونتها بالضبط ؟!!
استلقيتُ على قفاي من شدة الضحك حينما اقشعرَّ جلد صديقتي ورأيتُ حدقتيها قد اتسعتا ارتعاشا فقلتُ : هل المسلمون يمشون على خطًّ اعوج ؟! أم أنَّ الخرق أعماهم عن الطريق المستقيم ؟
اعتدلتُ في جلستي وصديقتي تفور كفوران الماء من الغضب ، فأشرتُ إليها : أَنْ اهدئي ، هوِّ ني عليك ياأخيَّة ، بيدينا السلاحُ لمحاربتهم إنه ( القرآن الكريم )
لم الفزع المبالغ فيه ؟! لدرجة أن البعض حينما يُبلِّغ عن ساحر يخفض صوته ظنًّا منه أنَّ الشياطين تتصنت عليهم أوَ ليس الذي خلقنا خلقهم ؟فَلِمَ نخشى مخلوقات مثلنا وإن كان هناك اختلاف بادٍ بيننا ؟
تعلمون مقصدي تماما ..
فهناك فرق بين الخوف الطبيعي الذي جُبِل عليه الإنسان وبين الخوف حدَّ الاستماتة حتى لكأننا نخشاهم كخشية الله ,وهناك ماولج إلينا - من معتقدات خارجة عن حدود المعقول – من اقوام غلب عليهم الإلحاد
أخٌلِقنا صدفة ..!!
هـــراء ..
قالوا: الطبيعة صدفة ** والكون كله من عدم
لاوالذي رفع السما ** الله يخلــــــق ياعجـــــم
فالعقل يأبى قولكم ** حتى المحابــر والقلــــــم
أنا كالحسام عليكمو ** ولساني هو ذاك السهم
أشدّ ماآلمني الآن مااستشرى في جسد المجتمع من هرطقات وخزعبلات عن قوى خفيَّة في جسد الإنسان تكمن بما يسمى بـ (الشكرات) وهي الطاقة والتركيز عليها حتى تصل الروح في حالة من الغيبوبة والخشوع لترى جسما أثيريا كهالة نورانية تدفع عنها الضرُّ وتجلب النفع وأفواه المسلمين فاغرة منبهرة بتدليس الغرب لتخريب فكر أبناء الإسلام بتدريبات زعموا أنها تقوي الإرادة والتحكم بما هو موجود حوله بل وصل إلى حدِّ الاستشفاء بهذه الطاقة دون اللجوء إلى الله والتضرُّع إليه والتوكل عليه فيزجونا للشرك ، وهذا أمرُ عقديٌّ يُشكِّل خطرا على الامة الإسلامية بأفكار إبداعية – كما أطلقوا عليها- دخيلة تتمثَّل في إغماض العينين والثقة بقدرة الأنا وتلميعها حتى تعتلي النفس وتُصابُ بداء الغرور فتستعرض بقوتها , وتحصرُ الحرب وتحدُّ منها وأنتَ تقف بمكانك ، فقط روحك تطير في السماء فتُعرُّج على الكون وتُرسل بطاقات الحب والسلام لنشر الأمن والتسامح دون داع للجهاد ومحاربة البغاة لوهلة حسبتُ أنني أشاهد فيلما كرتونيا لأساطير خرافية متفشية لدى بلدان شرق آسيا كاليابان والصين ، فقلَّما تجد تدريباتهم تخلو من السحر ولو بكلمات استعانة بالشياطين .
تمارين وافكار تنزوي خلف ثوب الوثنية بمظهر أنيق ، تحمل طابعا إسلاميا في الظاهر وتخفي الختل والوهم , وللأسف صدقها السذج منَّا فعبث الجهل واستفحل الامر بحضور دورات أو مايسمى بـ ( البرمجة اللغوية العصبية) ساعدت على رواجها دعايات تدعو لحضورها بدواعي التأمل والارتقاء الروحي .
ومازال المدربون والممارسون في ازدياد من أجل الماديات والأموال الطائلة التي يمتصونها من خلال إقامة هذه الدورات ، وإن قلنا أن المدربين بما فيهم من ذوي الصلاح والدين غيروها وبدلوا فيها ليقيمونها بما يتوافق مع ضوابط الشرع حتى لاتخلُّ بعقيدة المسلم للانتفاع بها ، فتبقى فائدتها ضحلة والساعات تهدر في توافه شغلونا بها عن الأولويات التي ينبغي أن نسرع في إنجازها لنلحق بركب السلف ، وننزع انياب الليالي المغروسة في فجرنا الدامي ’ وصدق الله جل في علاه حينما قال : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).
فمتى يفيق أبناء الإسلام على واقعهم المرير ؟
متى
متى
متى
بقلم / براءة الجودي