هذا الصباح ليس لها
الآن..
أتمدَّدُ في وعاءِ الليل
تمدَّدي في وعائِك!
هنـــا شرخٌ مديــدٌ في سقفـي
يمكن أن تُطلـــي منه
بكلتا يديَّ أغلقُـه
و أستعين بما فاض من شراشف.
هنـــاك شــقٌّ في سقفك
مُدِّي إليه بيــدٍ
و أطبقي على شفتيك بيــدْ
و حذارِ أن يفوحَ بعض الهمس
فتفشل الخطــة
الآن..
تكوري على رفاتي
احضني ما فاض من بسمتي الأخيرة
و همسيَ المكسورَ في جوف الليــل
أغمضي عينيك بكل الإصرار
على آخـــر نقطة من الضـوء
عليها قطعةٌ من وجهي تُرتل وجهَك
الآن..
تكوري على ما فاض مني
و احذري
أن يصحوَ الفَراشُ من شعرك
يسافرُ منـك إليَّ
يحملُ على كل جناح شوقا و عطرا
الآن..
انسحبي مــن دمـــي
و ليكن للشمس تـوأمٌ..
أسمِّيه خُلوِّي منك
و سأخلق للَّيـل مجالاً سابقا على التذَّكر
فــوق الهمس و تحت الصراخ
كلما أوغلـتُ فيه صمتا
يلفظنــي..
ليتعافـــى من ذكــراك
الآن..
فتِّشي عن آخـر شهقةٍ في حبري
و ليَكنْ للعطرعلى الصفحات معنى الفراغ
اشهقي ملء اصرارك على العبور
و دعيني أعبــئُ الكلام بالزفيـــر
لأخلِّص القصائـــــد
من رائحة شَعــرك
الآن..
اقتبسي من قلبي جذوته الباقية
و اسلكي درب الربيع المنسيِّ خلف خطانـا
سقاكِ الغيـــمُ دمعاً و ملحـاً
فلملمي ما تناثـــرَ من حُلُـم
و دعي لي بــردَ المستحيل
و خريف الهدايــا..
الآن…
أقتبــس جذوةً من نورك
و من شعرك قصيدتي الأخيرة
الآن أطالع الحكمةَ في عبورك
أتلو صحائف الغياب
أتهجى تراتيلَ حضورك
و لي من كل حكايــةٍ
شهقــةُ الختـــام
و بدايتُها المثيــرة
و لي من كل عطر ما يشبه الذكرى
و من بسمتك الأخيرة
لي معجزة صغيرة
الآن..
تأبَّطــي ذكرانا فالذكرى زادُ العائديـن
من استبدلواْ سُكْنى الدفءِ
بوحشة الطريـق
و راهنـــواْ على الحُفـر
لحِفظ خطِّ الرجوع
و خذي القصائدَ
علَّها تجديك
خذي الصــورَ
تذاكرَ لمحطاتٍ عبرناها سويا
و لو سألـــوك: أين الرفيـــق؟!
ذاكَ الذي عبـرَ ظلُّه في ظلِّك
و خطاهُ كانت تحفُّ خطاكِ
لا تردِّي لهم قولاً!
أشيري بيدك إلى قلبك
و أشيـــري بقلبـك إلىَّ.