مِنْ قبلِ قلبيَ كنتَ ماذا كنتَ كيفَ وكنتَ أينْ
أنسيتَ أم أغراكَ ما أغرى الصحابة في حُنينْ
أنا من رفعتكَ من حضيـ ضكَ بالحياة لجنّتينْ
ونفختُ فيكَ ملامحي فرحاً وكنتَ كدمعتينْ
وإليك فجّرتَ الحنانَ مباركاً من كلّ عينْ
وأكلتَ تفاحَ الخلودَ وما فرضتُ عليك دَينْ
إنكرْ عليكَ فضائلي واجحدْ نعيمَ الوجنتينْ
يا أيها الصخرُ الذي حولتهُ ماءً لُجينْ
الناسُ تعشقُ مرةً وأنا عشقتكَ مرتينْ
ومنحتُ عمركَ بهجتي وخيولتي وضفيرتينْ
وصببتُ خمرَ مشاعري لكَ في كؤوسكَ كِرْمتينْ
فشربتَ حتّى قلت لي خدّام قلبكِ ما حَيينْ
ألآن تطعنُ رقتي طعنَ البراءةِ في الحُسينْ
وتقولُ بي ما ليس بي لتبيعَني في لحظتينْ
أشكوكَ لي فأنا التي صنعتكَ قبلُ بقبلتينْ
وعليكَ ألقتْ سحرَها عينايَ حباً بابلينْ
حتّى اكتملتَ هجرتني ليقلّ عمريَ حِقبتينْ
لا لن أعودَ فأنحني خوفاً عليكَ من اللاتينْ
أنا كبرياءُ أنوثتي قمرٌ توسّد ضَفتينْ
إذهبْ سترجعُ نادماً وأنا وأنتَ لليلتينْ
ستعودُ تجبرُ خاطري وأنا سأكسرُ خاطرينْ