|
تلهو أناملُها بصــدرِ حبيبهـا |
لتزفَهُ كالـشـمسِ كلَ صــباحِ |
فيقومُ مشتاقاً إلى أحضانها |
متلهفاً لعبيرِها الـفواحِ |
يتعانقانِ ويحتسـي من ثغرها |
شهدَ الحنانِ وخمـرةَ الأفراحِ |
ويحلقانِ معاً إلى دوحِ الـهوى |
كحمامتينِ تطيرُ دونَ جَنـاحِ |
تمضي وتتركهُ بكلِ تمنعٍ |
وكأنهُ يسعى لغيرِ مباحِ |
يجري ليلحقها فيسقطُ عنـوةً |
متظاهراً بالكسرِ أو بجـراحِ |
فتعودُ خائفةً عليهِ وتنحني |
لتـلفَ معـصمَهُ بخيـطِ وشـاحِ |
فيشدُ كفيها ويصرخُ ضاحكاً |
ها قد خدعتُ حبيبتي بمزاحي |
فتظلُ تضربهُ بكل براءةٍ |
يا أيها الغشـاشُ فكَ سراحي |
في كلِ يومٍ للغرامِ حكايةٌ |
تـروي فـصـولَ تمـازجِ الأرواح |
واليوم جاءته على ميعادها |
تهفو لقبلةِ وجههِ الوضاحِ |
همستْ إليهِ وقد أطال منامَهُ |
لا بد أن تصحو قبيلَ براحي |
قمْ ياحبيبَ القلبِ قد طلعَ السنا |
ومضتْ طيورُ الحبِ للأدواحِ |
ها قد تهاوى الفجرُ في عين الضحى |
وأراكَ لاتصغي إلى إلحاحي |
قم ياحبيبي قد تولتْ شمسنا |
وأطلَ ليلٌ نازفٌ كجراحي |
كفي تجمدَ في صقيعِ جبينهِ |
لولا اصطلى بالدمعِ عندَ نواحي |
وتبددَ الصمتُ الرهيبُ بصرخةٍ |
قدأعلنتْ عن مولدِ الأتراحِ |
قد ماتَ من أهوى وخلّفَ مهجتي |
تغتالها الأحزانُ دون سلاحِ |
وحدي أعيشُ فلا رفيق بجانبي |
إلا الجراح تلوحُ كالأشباحِ |
أجترُ أحلامي وذكراهُ التي |
سكبتْ حنينَ العاشقين براحي |
في كل يومٍ للدموعِ حكايةٌ |
عنوانها الباكي (رحيلُ صباحي) |