السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس فقط علمت من الذي يحاصر قطاع غزة الصامد , وذلك بعد متابعتي لانعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب ,
وكيف كانوا يجلدون أنفسهم الواحد تلوَ الآخر ,حتى تصل كلمة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر بن آل ثاني,
ويبدأ الحديث: نحن العرب من حاصرنا غزة ( بحرًا و برًا و جوًا )
ثم يقول بملء الفم :سيدي الرئيس قلت عن الذئاب .. ثم يقول :الذئاب تأكل النعاج
وللأسف هم ليسوا بذئاب لكن أغلبنا أصبح نعاج ( هم = الصهاينة ) ( أغلبنا = نحن العرب )
ثم طبعـًا وبإسم الكثيرين من وزراء الخارجية العرب يقول :
نحن لا نستطيع أن نقوم بحرب على الكيان الصهيوني وليس بمقدورنا ذلك , وأن كل ما فعلناه سابقـًا من أجل فلسطين كان مضيعة للوقت والمال
ثم يكمل خطابه ويصفق له كلّ من كان حاضرًا هناك.!!!!
ثم يتحدث وزير خارجية السودان ويبكي على ما آلت إليه حال الأمـة وكيف تعرض السودان منذ أسبوع لغارات جوية صهيونية
ضربت قلب العاصمة الخرطوم و لم يتحرك أي من الحكام العرب الأبطال , ولا ننسَ بأن الرئيس السوداني بعد عودته
من رحلة علاج قام وتوعد الكيان الصهيوني بالرد على هذه الغارات و هو رئيس البلد ذات السيادة فيه برلمان و وزراء و نواب و سفراء,
وأكاد أجزم بأنه لن يقوم بأي رد وسيصمت خوفـًا .
قطر , البحرين , السعودية , الإمارات العربية المتحدة إلخ... يشترون طائرات ودفاعات جوية وأسلحة متطورة من أجل ماذا إذًا ؟؟؟
والمعروف لدى الجميع بأن الطائرات المرسلة للدول العربية يجب أن تكون أقل تطورًا من تلك الطائرات التي ترسل للكيان الصهيوني
وأكاد لا أفهم هذه المعادلة! هل هذه الأسلحة يتم شراؤها من أجل قتال (( البعبع )) المد الشيعي الإيراني ؟؟..
أم ليتقاتل بها العرب بين بعضهم البعض ؟؟؟..
بالأمس أيضـًا شاهدت على قناة (( MIX الكل الفلسطيني )) برنامج أتابعه دائمـًا يقدمه الإعلامي الأستاذ " ناصر اللحام "
بترجمة فورية للمحطات الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة (القناة الثانية و القناة العاشرة )
كيف أن هؤلاء الصهاينة يستفيدون من كل ما يحدث على أرض فلسطين أثناء العدوان الصهيوني على غزة
كيف أنهم يرسلون الصور والمشاهد التي تحمل حجم الرعب الذي يعيشه المستوطنون اليهود ليتعاطف معهم العالم الغربي كله
و من قبلهم الولايات المتحدة الأمريكية ويقولون لهم بالحرف (( انظروا ماذا يفعل بنا الفلسطينين نحن اليهود المسالمين , يقصفوننا بالصواريخ والقذائف ))
ومن ثم يحجبون عن هذه البلدان أفعال الجيش الصهيوني المحتل بغزة وأهل غزة الأباة ...
وكان أثناء هذه الحوارات كبار المحللين السياسيين الصهاينة يشاهدون مؤتمر وزراء الخارجية العرب ,
يستهزؤن بهم و يقولون بأن هذا الإجتماع ما هو إلا مواضيع (( إنشاء )) كسابقاتها وبعدها يتطرقون لخطاب وزير خارجية قطر
ويسخرون من خطابه ويقولون هؤلاء هم الحكام العرب ليس بمقدورهم أن يفعلوا شيئـًا أمام قوة إسرائيل ( الكيان الصهيوني )...
أتعلمون إخوتي الكرام عندما فاز الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي بالإنتخابات الرئاسية كنت من الذين نزلوا إلى الشارع
وذلك أثناء وجودي في لبنان و وزّعت الحلوى على الناس فرحـًا بفوزه , وأنا من تربيت وحملت فكر الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله
لأنني كنت أؤمن بالتغير الإيجابي الذي سيحصل أثناء وجود الرئيس مرسي على رأس السلطة في مصر وخصوصـًا في العلاقات
مع الكيان الصهيوني ومعابر غزة الصامدة وكلنا يعلم بأن الرئيس مرسي أمامه تحديات كثيرة وكبيرة جدًا ,
لكن ــ ذلك اليوم من شهر رمضان المبارك حيث قامت مجموعة من السلفيين كما يقولون ونحن حتى هذا اليوم لم نعرف من الذي ارتكب المجزرة
بحق عناصر الجيش المصري الذين نحسبهم عن الله شهداء (( السلفيون أم الصهاينة بخطة شيطانية محكمة )) ؟؟..
وهنا كانت الطامة الكبرى .! قام الرئيس مرسي بإصدار أوامره بتدمير كافة الأنفاق على الحدود مع غزة وكان في هذا الأمر
أكثر جرأة من الرئيس المخلوع حسني مبارك حيث كان الأخير يغلق المعابر لكنه في الوقت نفسه يغض النظر عن الأنفاق
بحجّة أنه لا يستطيع أن يضبط كامل الحدود مع غزة .ناهيك أيضـًا عن الرسالة التي أرسلها الدكتور مرسي مع السفير المصري
إلى الكيان الصهيوني والذي يصف فيها بيريز بصديقي العزيز بحجّة أنها ضمن البروتوكولات المتعارف عليها
وكأن قصر الرئاسة المصري غير مجهز بحواسيب وطابعات لإعادة صياغة الرسالة ؟؟...
أتعلمون أحبتي في الله , أصبحت على يقين الآن بأن لو قام الكيان الصهيوني بشن غارة و بقصف ((الكعبة المشرفة))
لن يرف لهؤلاء الحكام العرب جفن وأكثر ما تحمله عليه أنفسهم شجب واستنكار وليس أبعد من ذلك ..
أيها الحكام أنتمُ رجسٌ وفسقٌ , أنتمُ سرّ البلاء , جمعكم أضحى ذليلاً لن يجدي فيه النداء..
وأخيرًا : مع الصهاينة هناك أمران لا ثالث لهما ( الموقف سلاح و المصافحة اعتراف )
أكاد أُجن ! أفتوني في أمري أثابكم الله ...