|
مصر الحزينة ودعت أطفالا |
كالزهر أضحوا بالربى أطلالا |
وتمزقوا بين الأرائك أصبحت |
فخ البلابل غردت موالا |
بالحزن صاحت بالشجون ترنمت |
بدموعها تسترسل استرسالا |
وتحاكم المسئول عن إجرامه |
فمضى يطالع بالهوان سؤالا |
يا زفرة الأقلام فاح أنينها |
بين الطروس تحرك الأرتالا |
وتهز من فرط الحنين بلومها |
ومدادها بالحادثات جبالا |
وتصيح بالإهمال صيحة موقظ |
لضمير قلب يعشق الإهمالا |
ألقى الطفولة في الجحيم ممزقا |
ثوبا وكراسا لها يتلالى |
وأصاب تعليم الصغار بمقتل |
وأحل فوضى عيشنا إحلالا |
وأفاض طوفان الدماء مسجلا |
فينا الجروح مع القروح سجالا |
فمتى نفيق من المآسي أمعنت |
فينا وبثت بالورى الأحمالا ؟! |
ما بين هَمِّ معيشة بكفافها |
بالكاد يلقى الصابرون غلالا |
وحياة فقر باشتداد أوارها |
عمت جيوبا ودعت أموالا |
ومصائب العصر الحديث تجذرت |
بفتونها تستقبل استقبالا |
في كل يوم نكبة ومصيبة |
تطغى تصعِّب بالدجى الأحوالا |
وتوشحت كل الرؤوس وشاحها |
بسوادها تستنكف استغلالا |
كفوا النوائب عن حمانا إننا |
جمعا سئمنا القهر والأغلالا |
فدموع أقلام الطفولة سطرت |
سطر الرحيل بحزنه يتوالى |
بتخوم (أسيوط) و(بنها) والذي |
قد كان يحوي للفناء مجالا |
وجموع جمهور تودع بالضنا |
والدمع قتلى بالفضا وعيالا |
للأزهر الميمون كان مسارهم |
بالحب يملأ بالطهارة بالا |
كالطير تغدو للعلوم بكفها |
خط ابتداء بالحياة دلالا |
والأم تلبسه الرداء و(عِمَّة) |
بالرأس تحوي بالنصاعة شالا |
والقلب يخفق بالأماني زينت |
لصغيرنا في سعيه الآمالا |
فغدا سيكبر سوف يصبح عالما |
فذا مهابا شامخا مفضالا |
ولسوف يدعو للهداية ناشرا |
بين الجميع فضائلا وحلالا |
ولسوف يصعد منبرا بفصاحة |
وبلاغة يستعذب الأقوالا |
ليفيض من بحر العلوم على الملا |
ويطيب طيبا للعقول زلالا |
ويحل بالأسماع ضيفا باهرا |
يسدي لنا للصالحين مقالا |
ولسوف يبسط في الأنام مآثرا |
شتى تعمق للضياء خصالا |
ويقدم الوعظ الجميل بلهجة |
مصرية بجمالها تتالى |
والصلح بين الناس في تصديقهم |
أسنى المعاني بالتقى تتعالى |
فهو الفقيه الأزهري له السنا |
يمضي ينير بصائرا وخلالا |
وهو اللبيب اللوذعي تفتحت |
فيه الزهور تعطر الأميالا |
فإذه يفنى بالصدام مباغتا |
يلقى النهاية أقبلت إقبالا |
ماذا جنى هذا الصغير لكي يرى |
في مصر حلما للعلا مُغتالا ؟! |
ماذا جرى للناس في مصر التي |
عانت من البعض اللئام ضلالا؟! |
ولَّى بنا الإتقان غاب عن الورى |
وعي الضمير .. فأصلحوا الأعمالا |
فكفى الحبيبة مصرنا إهمالنا |
وهي الجميلة ترتجي أفعالا |
بالصدق بالإحسان حتى ترتقي |
مرقى العلاء .. فودعوا الأطفالا |
بدموع أقلام الرثاء وسجلوا |
ذكراهمُ تستنهض الأجيالا |
فكفى ولوجا في المراء فمصرنا |
أضحت تعاني بالخطوب جدالا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما بث فيئ بالربوع ظلالا ! |