[حين عاد سيد القبيلة من المعركة التي ذل فيها بني عمومته ،واثخن فيهم دبحا وسبيا ، قال لشاعره الذي غاب عن المعركة:
ان المآتر لا تخلد ما لم تنظم فى القصيد وتسير بذكرها الركبان ويلهج بذكرها الرواة فترد مساقط المياه.فاصنع قصيدة تمجد هذا اليوم وتخلدني وتخلدك ولك مني الرضا وجزيل العطاء
انزوى الشاعر في خلوته يتصيد شريد الكلم ودقة المجازات وجمالية الاستعارات ورشاقة الصورو ايحاءاتها
وعندما انصرم الحول مثل الشاعر امام سيده وتلا القصيدة باطمئنان فتهلل وجه الشيخ وقال لشاعره :
-ابداعك جميل والله كاني ارى القتال واسمع صليل السيوف ولجب الخيل في قريضك .
و منحه الف دينار و مئة من اجود الابل وامر الوراقين بنسخها بماء الذهب لتعلق على استار الكعبة.
فرح الشاعر بسخاء سيد ه وعادت النجوم تضيئ الكون وازداد الشيخ عطشا لدماء من قتل بالامس فجرد المقاتلين الاشداء تدفعه العصبية ، فبيتهم واهلك النسل وغنم النساء والاطفال .انتفخ سحر ه بالنصر المظفر وعاد الشاعر يلغ في دماء البلاغة مدحا وتقريضا ،فاهداه الشيخ حلة من سندس ومرآ ة ذهبية من المغنوم . كانت الحلة مطرزة بخيوط براقة ويحف بالمرآة اطار ذهبي
لبس الشاعر حلته . عصب راسه وتطيب . فاحس بالسكينة والدعة ،وقبل ان ينصرف الى مجلس سيده نظر في المرآة ، هاله ما رآى : اشلاء ودماء واعين جاحظةملتهبة قدحته بقبس من لهب فتلظت روحه . واقبل على سيده في خيمته الفاخرة ،كان شارد ا وحين استنشده لم يقل الا بيتا واحدا.
اطرق السيد ولم يتبس بكلمة واهدى الشاعر خنجرا مرصع المقبض بالجواهر،
ولما غادر الشاعر مجلس سيده غرس الخنجر في صدره.
افتقد الشيخ شاعره و اقبل على رجال قبيلته يشحد هممهم لمعاودة السفك والنهب ادرك الرجال انهم يقتلون انفسهم ويهتكون اعراضهم ويعصبون برؤوسهم عارا لا يمحوه الدهر . اركبوه حمارا ونفوه الى الرمضاء
طاف يستجدي القبائل سندا وعونا ]ولما اعيته الحيله يمم وجهه شطر الروم وقبل ان يلحق بقيصره وجد مطعونا بخنجره في شعب ظليل