|
عُيوني إذ مَنازِلُكم تَوارَت |
أفاضُوا الدَّمْعَ مُهْراقًا وصَبُّوا |
وقَلْبي لو دَرَيْتُم أين قَلْبِي |
أَسِيرٌ في مَحَبَّتِكُم وصَبُّ |
يَؤُجُّ الوَجْدُ في صَدْري لَهِيبًا |
بِنَارٍ دُونَها النِّيرانُ تَخْبو |
قَبَضْتُ عَلى المَراقِ فُتاتَ كِبْدٍ |
يُفَطِّرُهُ بِمُرِّ الدَّمْعِ نَحْبُ |
يَقولُ الصَّحْبُ حِينَ رَأَوا سَقَامِي |
أَفي الآفاقِ والثَّقَلَيْنِ خَطْبُ |
سَماءُ الكَوْنِ يَغْشاها دُخانٌ |
أَم اسْتَوْلَى عَلى الإِشْراقِ غَرْبُ |
أَلا فَارْأَفْ بحالِكَ يا مُعَنَّى |
وَما واسَى زُهوقَ الرُّوحِ عَتْبُ |
فَقُلْتُ إِليْكُمُ عَنِّي دَعُوني |
فِراقٌ مَشْرَبي والزَّادُ كَرْبُ |
بِسُقْيا الوَصْلِ مِنْهُم طالَ عَهْدِي |
فعُودِي يَابِسٌ والقِشْرُ رَطْبُ |
وما بَرِحَ الخَيالَ بَرِيقُ طَيْفٍ |
يُجاذِبُني وصَوْبَ الطَّيْفِ أَصْبُو |
وَفِعْلُ السُّقْمِ في الأبْدانِ هَيْنٌ |
وَفِعْلُ الشَّوْقِ في الأذْهانِ صَعْبُ |
لَو العُشَّاقُ ذاقُوا عُشْرَ وَجْدِي |
لَما زَعَمُوا بِأنَّهُمُ أَحَبُّوا |
فِدَى الأَحْبَابِ ما يَكْسُو عِظامِي |
وما لي في النَّوىَ بُرْءٌ وطِبُّ |
فإنْ صَدُّوا بَعِدْتُ وَهُم أَمَامِي |
وإنْ يَرْضَوْا فَإنَّ البُعْدَ قُرْبُ |
وإنْ وَجَدُوا غَصَصْتُ بِكُلِّ ماءٍ |
وإنْ سَعِدُوا فَدَمْعُ العَيْنِ عَذْبُ |
ومَنْ أَبْقَى لِحَظِّ النَّفْسِ حَظًّا |
فَذَا في مَذْهَبِ العُشَّاقِ يَحْبُو |
أَيَا أَغْلَى الأَنامِ رَضِيتُ مِنْكُمْ |
بِذِكرَى في خَواطِرِكُمْ وحَسْبُ |
وقُولُوا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ عَبْدًا |
أَتانا طَاوِيًا وطَوَاهُ دَرْبُ |
وإنْ شِئتم ذَكَرتُم بَعْضَ إسْمِي |
عَسَى يَحْيَى بِبَعْضِ الذِّكْرِ قَلْبُ |