قطار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قصة قصيرة لـ ( محمد محمود محمد شعبان )
يجلس في مكانه المعتاد قريبا من المحراب ، يعشقُ قربَ الإمامِ ،
يرهف السمعَ .. لا يطرف له جفن ، يُقبِلُ بكلِّ حواسه ، يلفت نظر الحاضرين
بحرصه وشغفه بحضور مجالس العلم ، ومظهر ينم عن وَعْي رشيد ، وفهم ٍ
عميقٍ ، وإيمانٍ صادقٍ .
درسُ اليوم كان عن الهجرةِ المباركةِ ، وهو كالمعتاد من عمَّار الصفِّ
الأول .. تبرق عيناه ، ويقشعر بدنه .. يكَبِّر ، ويهلِّلُ ، ويردِّدُ الصلاةَ على النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ ، وكأنه يعيشُ مشاهدَ الهجرةِ ويراها رأيَ الْعين .
أنهى الشيخُ كلمته بقوله :ـ ووصل قطارُ الهجرةِ للمدينةِ المنورةِ بقيادةِ محمد
ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وظل يقوده بحنكةٍ واقتدارٍ ، ومن بعده أصحابُه وأتباعُه ، وما
زالوا حتى الآن يطوفون بقطاره كلَّ ربوع الدنيا وقودُه الحكمة والموعظة الحسنة ،
والفهم الصحيح لأصوله وأحكامه .
قام يستبق الجميعَ ليعانقَ الشيخَ .. يملؤُه الزهوُ .. تدورُ عيناه على الحاضرين
يسجل حضوره وسَبْقَهُ ومنزلتَه الرفيعةَ .. يرفعُ صوتَه ـ يُسمع الجميعَ قائلًا : بوركتَ
يا شيخ .. دائما تأتينا بالجديد النافع .
الشيخ :ـ الحمد لله .. هذا من فضل ربي .. ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
نفعك الله بما سمعت ، وعليك بالبلاغ عنا فرُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامعٍ ، ولكن قل لي :
ما الجديد النافع الذي تعلمته اليوم لتنفع به إخوانك هنا .
: الكثير والكثير يا شيخ .....
: معلومة واحدة مفيدة
: القطار موجود من أيام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما يعني أنه اختراع قديم جدا ـ سبحان الله ـ وهو ..!
: حسبك .. حسبك .. يكفينا هذا .
==================================================
انتهت بحمد الله ، والله من وراء القصد
تحيتي
حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر