من السائق ؟ !
متعة حكاية , سرد حدث ,او خبر ليست محصورة فقط على الجدات ...
على ذكر اسم فاتح -صديق يجمعنا- , و نحن نتبادل أطراف حديث بعد غياب طويل , خطر لصديقي البت في قصة او خبر ما , يصمت لمحة كعادته مستجمعا خيوط الحكي ... مثل الساحر يبهر
العيون , ركزت سمعي بل جل حواسي ...
أنوه ليست الحكاية هام موقف او جلائل أحداث ,ولكنها عن موضوع يجمعنا الاهتمام به حد الهواية , السيارات , مميزها.. رثها..أجودها..أحدثها..أصيلها ..مميزها .
حدثني عن فاتح ,و رحلته نحو العاصمة عبر الطريق الضخم المشيد حديثا - ذي المسارات العدة للسرعات المختلفة - لا عجب ; فصديقنا سائق ماهر اضافة انه حاظر نكتة مواقفا - , ولكن الجديد انه كان على متن سيارة كورية خفيفة , وكله جاره الكهل لقيادتها بدلا عنه فهو يعاني رهاب السرعة بقدر ضجره من السفريات الطويلة .
تنطلق الرحلة , رذاذ مطر يضبب الصورة قليلا. ليضيف ملالة لملل بطؤ المسير , وربما فارق عقود يفصل الراكبين -كما علق صديقي- , و بينما عقرب حاسب السرعة يشير للرقم مائة مثلما لم يصل بها صاحبها يوما , تشبث الكهل بكرسيه و يد تمسك حزام الامان مطلقا تنبيهاته بالتأني و الابطاء , -أتخيل ضحكة صديقنا عندما يقترف عنادا او مقلبا - لا بد انه كاس صبره فاض..
صديقي زهير..-الحاكي- له ميزة فريدة في القص , و لا عجب انه يلخص فلما باكمله في ظرف كلامي , لتدهش بعد تطلع ما لخص لك و قص و تصويرا و حتى دراما -صراع - لذلك انتبهت انه ركز على الفوضى في طرق الجزائر , و خص الطريق السيار بان النظام فيه معدوم , الفوضى , التجاوز يمنة و شمالا , عدم احترام المسارات , سرعات خيالية , كل يفكر في الوصول , يسرع لا تهم الكيفية, لتدهس لوائح المرور و ليدمس القانون , يبتسم لتعقيبي ان النظام ملغى في الطرقات شانه نظام الحكم ثم , يستمر حاكيا...
يستحضر اسم ماركة سيارات هندية منخفضة الثمن .. اومئ موافقا ; ظهرت من بعيد تخترق الزحام بمرونة سرعة رهيبة تجاوزتنا لمح بصر شمال يمين تتعدى سيارات عالية الاداء بدا المشهد
كسيارة سباق , كانه المضمار , تراوغ تومئ بضوءها , مخترقا الضباب , مخترقة فوضى السيارات , الجميع يراقب ..منبهر السائق ؟ فعلا ماهر !!
خطر لي ان سائق السيارة أحد رواد الراليات ..و ربما احد المهربين ممن يحترفون الهرب من الدوريات ليردف زهير ان - ببعض انفعال للموقف متفكها- ان الكهل قد علا صوته , متخما بالقلق اشبه بصراخ : ( فاتح ! وقف..ارجوك! اكبح ! ) و بين مترج تارة و منذر اخرى ..
كان الصديق قد وصل أقصى سرعة , تصدر السيارة أزيزا مبحوحا و من حين لأخر ترتفع قليلا اثر مطب دقيق ..ليرتفع صوت الكهل زاعقا
تلمع عيني فاتح , تلوح نظرته -كما عهدناه- لما يصر على امر , أصر على رؤية السائق... لا بد ان يدركه ,بين صراخ الكهل ,التركيز على بغيته , تحاشي السيارات التي تبدو متوقفة , ضبابية زجاج السيارة, حركة ماسح الزجاج انعطافات الطريق , يقترب ... لم يستطع الدنو اكثر , الداهية - زهير مازحا -اهتدى لحيلة بعد عجزه , تموضع خلف السيارة مباشرة ,ركز بصره على المرآ ة العاكسة للسيارة امامه ...........
-ههههه آه منك - هكذا هو زهير صديقي يستمتع في حكيه اذ لا يطلق آن ذروة اللقطة و محتدم الصراع ; سهم الرحمة الا اذا مد وتر التشويق اشده ...متوسعا في التفاصيل ...
لطالما ناقشنا و صديقي موضوع منع المرأة من السياقة في أحد البلدان العربية ...لطالما كانت السيدات و الاوانس اكثر انتظاما و تحلي بمسؤولية الطريق ..أكثر حذرا اقل حوادث و حتى أنجح في اختبارات الحصول على الرخصة .. هل تتخيل من السائق ؟ -- بملامح جاد يضمر ابتسامة ...يستتبع الحديث ; لمح صديقنا فاتح وجها ملائكيا جميل -كما وصف -يحفه خمار ..تضمحل صورة سيارة الفتاة عند افق الطريق لا بد و انها وجدت الطريق الحر , اقل تقييدا و و افسح للحركة دون اي تضييق و ميزتك فقط.... مهارتك .