[SIZE="6"][/SIZE]
حُلم إرهابي
طاخ، طاخ ، دوم..... هكذا استيقظ (عُمر) من حُلمه قبل الفجر، على ضرباتٍ مُدويّة، في بابه، ما كاد يفتحه ، حتى انخلع من مكانه أمام ناظريه، و الدار مُحاطٌ بالجنود كالسوار في المعصم.
صُعقت الأسرة من هول ما جرى، ولم يجرؤ أحد على السؤال لماذا حَدثَ هذا ؟.
عبثَ الجنود في البيت جيداً، فوجدوا أدلة على جُرم عمر.
قلم رصاص، دفتر رسم خرائط ، مِسواك أسنان، مسامير أحذية، إبرة خياطة، كُتيب دعاء المستضعفين، ثم بقرة حلوب في فناء الدار. سُلخت قبل ذبحها في حينه .
فتشوا المطبخ، وجدوا فيه السمن البلدي، الحليب الطازج، ونصف كيلو من مسحوق الفلفل الأحمر الحار. شمّه الكلب ( جون )، كاد أن يختنق ويموت .
أُكدت مختبراتهم في ما بعد أنها مادة كيماويه سامة .... فتحوا التلفزيون فلم يجدوا أية قناة للترفيه على الأسرة مما يدل على كبت للحريات.
تقدم الضابط إلى عُمر وقال له بِحدّة : لقد كُنتَ في هذه الليلة تحلم حُلماً إرهابياً وفيه...... ردّ عُمر خائفاً : لا، لم يكن كذلك، بل كان حُلماً رومانسياً. صاح الضابط والشرر يتطاير من عينيه: كاذب بل كان حُلماً إرهابياً، ولولا حضورنا في الوقت المناسب لرسمته وأعددت الخُطة لتنفيذه .
إذا كذبت مرة أخرى فسوف نقطع رأسك ونفتش فيه عن الحُلم وعن الحقيقة . ردّ عمر مرعوباً : كما ترى يا سيدي كما ترى يا .....هتف الضابط بالجنود أن يأخذوا كل الأدلة معهم و يقيدوا عُمر بالسلاسل وعشرة رجال من حوله مع الكلب لحراسته.
همس الضابط لنفسه قائلاً : son of beach) (terrorist هذا المتخلف الهمجي لا بد من تطبيق أقصى العقوبات عليه هو وأمثاله، يصنع أسلحة دمار شامل في مطبخه، يصب اللعنات علينا في دعائه مجرم في حق أسرته حتى اسمه يدل على تخلفه .
اقتيد عُمر مُغمض العينين إلى مكان مجهول بعد أن بيّنت مختبراتهم أن لديه جينات إرهابية وراثية، وبدأ التحقيق الذي استمر عشر سنوات وتسعة أشهر وأحد عشر يوماً، وغيروا اسمه في السجن إلى( جون)، ثم قُدّم إلى المحكمة بعد أن تم محو جيناته الإرهابية والتي حكمت ببراءته مما نُسب إليه، وتم الاحتفال بالبراءة والإشادة بنزاهة العدالة .
11/ 9 / 2009م