على صَفحَةِ الغَيْمِ .. وَجْهَ التَّمني ..
ووَجْهَ انتظَارٍ .. ووَجْهَ الأنينْ
ووَجْهَاً يُخَبِّىءُ بينَ التَّجَاعِيدِ
صَبرَ الحَنينْ ..
ويدعو السَّمَاءَ ..
أغِيثي الوُجُوهَ المُعَلَّقَةَ الأمنِيَاتِ
ببينٍ .. وبَينْ ..
فَيَا رِقَّةَ الغَيْمِ ..
إذ مَا تَلِيني .. فمَنْ ذا يَلينْ ..؟
يَنَايرُ ..
هذا الفَتِيُّ الَّذي بينَ عَيْنَيْهِ قُمْنَا
بنَهْرٍ ، وسَيْفٍ ،
ومِيدان دَهْرٍ مِنَ الأُمْنِيَاتِ .. لهُ رَكْعَتَينْ
أبَى الإسْتِكَانَةَ .. مَنْ يَسْتَكِينْ ..!
فَيا رِفْقَةَ الآهِ
كَمْ صَاغَ وَقْعُ اللَّظَى
فَوْقَ قَلْبي ، وقَلْبِكَ .. مُرَّ السَّنِينْ ..!
فلا ذَاتَ جرحٍ كُسِرْنَا ..
ولا ذَاتَ غَدرٍ تَعْربَدَ فِينا يقينُ اليَقِينْ
رَسْمَنا سَوِيَّاً ..
على وَجْهِ مِصرَ ابْتَسَامَةَ طِفْلٍ ..
وَدَعْوَات أُمٍّ .. وَعُكَّازَ جَدٍّ ..
ودِفْئاً لأبٍّ .. وفُسْتَانَ عُرْسٍ
شَدَوْنَا سَوِيَّـاً على نَبْضَتَينْ
ومَافَرَّقَتْنَا خُطُوبُ المَكَائِد .. ما مَزَّقَتْنَا
سِيَاطُ الأنِينْ ..
وليلُ التَّجَنِّي شَهِيدٌُ على أربِعَاءِ الدِّمَاءِ ..
ومَنْ فَارَقُونا ..
وعُدْنَا إلى الحُلمِ في دَمْعَتَينْ
فما زِلتُ أشْتَمُّ مِنْ رَاحَتَيَّ
التِفاف الأنامل حَولَ التَّمَنِّي
وحَولَ الحَنِينْ ..
وتلكَ الشَّوَارعُ
وَقْعُ الرَّجَا حِينَ كُنَّا نُنَادِي على الغَائبِينْ
فَيَا صَاحِبي .. غَيْمَتي تُمْطِرُ الدَّمْعَ
مُنذُ افْتَرَقْنا إلى فرقَتَينْ ..!
ــــــــــــــــــ
أحمد البرعي