أحدث المشاركات
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 37

الموضوع: الأيّامُ الحُلْوَةُ

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 0.97

    افتراضي الأيّامُ الحُلْوَةُ

    الأيّامُ الحُلْوَةُ


    كانتْ أمّي الأمّيّةُ- رحمها الله - تُنتجُ بيديها في البيت ما تطرحُهُ مصانعُ بعُمّالِِها :تصنعُ من العجين الشُّـعيْريّة تفتلها شُعَيْرَةً شُعَيْرَةً !وتصنعُ المُرَبّات من العنبِ والمشمشِ والكرزِ والخوخ ، ومن اللبنِ الكشكَ ومن القَريشـةِ السّـوركة ، وتُنقّي كٌلّ أنواعِ الحُبوب وتصنعُ الزّعترَ الفاخرَ ، وتُحلّي الزيتونَ والعَطّونَ ، وتَحْفِرُ أكوامَ البانجانِ واليقطينِ وتُجفّفها في الشمس ، إلى جانبِ الرّمان ، وتستخرجُ ماءَ الورْدِ من زهرِ الليمون .
    وكانتْ تُعدّ كلَّ أنواعِ المآكلِ والحلوى المعروفة في البلد . وكانت تغسل ملابسَنا بيديْها في حوضِ الماء والبوتاس ؛ حتى لَيَخرجُ من كفّيْها الدمُ !ثمّ لم تكُن تنسى الفُلّةَ البيضاء المُكبّسة ؛ تضعها على صدْرِ فُستانِها النظيف لتستقبلَ أبي لدى عودته من عملهِ ظُهراً .
    .....................
    انتزعني من هذه الذكرياتِ العَذْبةِ صوتُها الراعِدُ المُرعِبُ :
    - قُمِ اتّصِلْ بهذا المطعمِ الـ ........ ما هذه الحال ؟! كُلَّ يومٍ ، كلّ يوم تتأخّـرُ وجبةُ الغَداء !!
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  2. #2
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 43
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    فعلا أستاذي الكريم مصطفى ، إنها بحق لأيام جميلة!
    ما أروع أن أفتتح يومي بهذا النص المعجون بذكرى الأم والمملح بمعنى الوفاء. وما أروع هذه القفلة المقارنة بين تضحيات الأمس و اتكالية اليوم.
    رحم الله أمك وأمهات المسلمين وبارك عمرك ووفق دائما إلى ما فيه نفع الناس.
    مودتي وتقديري.
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  3. #3
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,136
    المواضيع : 241
    الردود : 6136
    المعدل اليومي : 1.34

    افتراضي

    **(( رحم اللهُ أمّكَ وأمّي وأمّهاتِ المسلمين ، يقينٌ لا يراوده الشك أنها
    أيّامٌ حلوةٌ بل ورائعة ، وهيهات يجود ما تبقىّ من الزمان بمثلها ،
    ولكن كلماتك أديبنا العزيز هي حلوة أيضاً ، طبتَ وطاب لقاؤك مع التقدير ))**

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.79

    افتراضي

    حين كانت المرأة عاملا منتجا في بيتها من الأرض التي تزرعها بيديها، تعبت ووفّرت الرّاحة الجسديّة والنّفسيّة للعائلة، أمّا حين أصبحت عاملا منتجا خارج البيت فمن الطّبيعيّ أن يُؤتى بالطّعام متأخّرا - لكثرة الإرهاق وضيق الوقت - من صنع طبّاخين مهرة تفنّنوا في صنعه، ولكنّه افتقد لطاقة ونكهة وإخلاص الأمّ!
    اصبحنا نصارع حتّى طعامنا مثلما نصارع باقي الأمور الحياتيّة
    شكرا لك أستاذ مصطفى على سرد يعبق برائحة أمهاتنا
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,793
    المواضيع : 393
    الردود : 23793
    المعدل اليومي : 4.02

    افتراضي

    لاشك واقع نعيشه من اتكالية في زمن الـ " تيك اواي "
    جميل أن تطرق الذكريات باب حقولنا حلوها كانت أو غير ذلك لنشتم عبير الماضي
    بوركت أديبنا الفاضل
    ودام ألقك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 0.97

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
    فعلا أستاذي الكريم مصطفى ، إنها بحق لأيام جميلة!
    ما أروع أن أفتتح يومي بهذا النص المعجون بذكرى الأم والمملح بمعنى الوفاء. وما أروع هذه القفلة المقارنة بين تضحيات الأمس و اتكالية اليوم.
    رحم الله أمك وأمهات المسلمين وبارك عمرك ووفق دائما إلى ما فيه نفع الناس.
    مودتي وتقديري.
    ----------------
    أخي الأكرم الأستاذ عبد السلام
    أسعد الله أوقاتك
    ( المعجون بذكرى الأم والمملح بمعنى الوفاء.) !! أما هذه فمأكلة لا أظن أن أمهاتنا يعرفنها ههه
    أشكرك جزيل الشكر على مرورك والثناء والدعاء
    دمتَ بخير

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 0.97

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض شلال المحمدي مشاهدة المشاركة
    **(( رحم اللهُ أمّكَ وأمّي وأمّهاتِ المسلمين ، يقينٌ لا يراوده الشك أنها
    أيّامٌ حلوةٌ بل ورائعة ، وهيهات يجود ما تبقىّ من الزمان بمثلها ،
    ولكن كلماتك أديبنا العزيز هي حلوة أيضاً ، طبتَ وطاب لقاؤك مع التقدير ))**
    ------------
    أخي الأكرم الأستاذ رياض
    حياك الله
    ووجودك هو الأحلى أيهاالعزيز
    أؤمن على دعائك . آمين يارب العالمين
    دمتَ بألف خير

  8. #8
    الصورة الرمزية ياسر ميمو أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 1,269
    المواضيع : 90
    الردود : 1269
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    الأيّامُ الحُلْوَةُ


    كانتْ أمّي الأمّيّةُ- رحمها الله - تُنتجُ بيديها في البيت ما تطرحُهُ مصانعُ بعُمّالِِها :تصنعُ من العجين الشُّـعيْريّة تفتلها شُعَيْرَةً شُعَيْرَةً !وتصنعُ المُرَبّات من العنبِ والمشمشِ والكرزِ والخوخ ، ومن اللبنِ الكشكَ ومن القَريشـةِ السّـوركة ، وتُنقّي كٌلّ أنواعِ الحُبوب وتصنعُ الزّعترَ الفاخرَ ، وتُحلّي الزيتونَ والعَطّونَ ، وتَحْفِرُ أكوامَ البانجانِ واليقطينِ وتُجفّفها في الشمس ، إلى جانبِ الرّمان ، وتستخرجُ ماءَ الورْدِ من زهرِ الليمون .
    وكانتْ تُعدّ كلَّ أنواعِ المآكلِ والحلوى المعروفة في البلد . وكانت تغسل ملابسَنا بيديْها في حوضِ الماء والبوتاس ؛ حتى لَيَخرجُ من كفّيْها الدمُ !ثمّ لم تكُن تنسى الفُلّةَ البيضاء المُكبّسة ؛ تضعها على صدْرِ فُستانِها النظيف لتستقبلَ أبي لدى عودته من عملهِ ظُهراً .
    .....................
    انتزعني من هذه الذكرياتِ العَذْبةِ صوتُها الراعِدُ المُرعِبُ :
    - قُمِ اتّصِلْ بهذا المطعمِ الـ ........ ما هذه الحال ؟! كُلَّ يومٍ ، كلّ يوم تتأخّـرُ وجبةُ الغَداء !!




    السلام عليكم أديبنا الراقي مصطفى

    ما شاء الله وتبارك الرحمن

    ذكريات أصيلة نستشعر حلاوتها و إن لم نعايش كل تفاصيلها

    حقيقة أشعر أن النص كله ملك عقلك إلا عبارة - رحمها الله - فهي ملك قلبك العاشق حتى الثمالة لمن جعل الله الجنة تحت قدميها


    مقولة النص واضحة بالنسبة لي وهي محقة بكل معنى الكلمة ولكن لي مداخلة جانبية

    : نحن جيل الشباب العربي دفعنا ثمن تلك البساطة الجميلة فالمرأة العربية لم تعبأ بمشاكل أمتها وتعي ما يدور حولها إلا في العقدين الأخيرين

    وهي الآن لم تعد تقبل أن تكون حقل تجارب بل صاحبة تجارب فاعلة ومؤثرة وصاحبة صولات وجولات في كل ميادين الحياة

    ( و إن ظلموها في قضية مساواتها مع الرجل )

    السؤال الكبير متى ستعرف المرأة العربية أن صنع الرجال هو أعظم عملٍ يمكن أن تقوم به ؟؟!!

    نص يستحق كل التحية والتقدير

    أيامك رضا و..... سعادة

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Oct 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 54
    المشاركات : 72
    المواضيع : 1
    الردود : 72
    المعدل اليومي : 0.02
    من مواضيعي

    افتراضي

    قرأت هنا قصة جميلة مثقلة بالجميل والعرفان وذكرى أمهاتنا .
    رحم الله والدتك وأمهاتنا وهبانا جزءا من صبرهم وتحملهم.
    دمت بخير.
    حسبي أن أكون قلم حق

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    الأيّامُ الحُلْوَةُ


    كانتْ أمّي الأمّيّةُ- رحمها الله - تُنتجُ بيديها في البيت ما تطرحُهُ مصانعُ بعُمّالِِها :تصنعُ من العجين الشُّـعيْريّة تفتلها شُعَيْرَةً شُعَيْرَةً !وتصنعُ المُرَبّات من العنبِ والمشمشِ والكرزِ والخوخ ، ومن اللبنِ الكشكَ ومن القَريشـةِ السّـوركة ، وتُنقّي كٌلّ أنواعِ الحُبوب وتصنعُ الزّعترَ الفاخرَ ، وتُحلّي الزيتونَ والعَطّونَ ، وتَحْفِرُ أكوامَ البانجانِ واليقطينِ وتُجفّفها في الشمس ، إلى جانبِ الرّمان ، وتستخرجُ ماءَ الورْدِ من زهرِ الليمون .
    وكانتْ تُعدّ كلَّ أنواعِ المآكلِ والحلوى المعروفة في البلد . وكانت تغسل ملابسَنا بيديْها في حوضِ الماء والبوتاس ؛ حتى لَيَخرجُ من كفّيْها الدمُ !ثمّ لم تكُن تنسى الفُلّةَ البيضاء المُكبّسة ؛ تضعها على صدْرِ فُستانِها النظيف لتستقبلَ أبي لدى عودته من عملهِ ظُهراً .
    .....................
    انتزعني من هذه الذكرياتِ العَذْبةِ صوتُها الراعِدُ المُرعِبُ :
    - قُمِ اتّصِلْ بهذا المطعمِ الـ ........ ما هذه الحال ؟! كُلَّ يومٍ ، كلّ يوم تتأخّـرُ وجبةُ الغَداء !!
    أستاذ مصطفى
    رحم الله أيام زمان. حين كانت المرأة مؤسسة إنتاج كبرى. تنتج الطعام الحلال والذرية الصالحة و العلاقات الإنسانية النبيلة...
    كنت غارقا في حنينك إلى الماضي المشرق إلى انتزعك منه تبرم زوجة اليوم و طلباتها. امرأة لا تستطيع أن تطبخ حتى طعامها و تزيد الطين بلة باحتجاجها.
    قفلة ساخرة.
    مودتي

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. البنت الحلوة ام ضفاير
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 03-08-2008, 10:32 PM
  2. د ( حسين علي محمد وأحلام البنت الحلوة ( رؤية نقدية بقلم / مجدي محمود جعفر )
    بواسطة مجدي محمود جعفر في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27-05-2007, 12:15 PM
  3. عينُ الحلوة
    بواسطة حنان الاغا في المنتدى مُنتَدَى الرَّاحِلَةِ حَنَانِ الأَغَا
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-02-2007, 01:42 PM
  4. قراءات في مجموعة «أحلام البنت الحلوة» للدكتور حسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 11:12 PM
  5. أحلام البنت الحلوة
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-03-2006, 07:15 PM