1
عار في الوطن وشرف في الغربة
في غروب الشجن حل في القلب صمت الأنين، سألته البكاء يا صديقي فأتاني راكضاً يكسر أحلام السنين. هو ذاته ذاك الحنين الذي يسكنني عبر تلك الغربة التي تحيطني.. بعد أن حَرَقْتُ في وطني قلمي فسكنه العار، أما الشرف فكانت الغربة من تحييه..!
رأيته في أحلامي مساء الأمس يصلي.. يناديني.. يقرأ القرآن ويصافحني.. يتضرع إلى السماء بأن يحفظ الثوار.. يدعو أن ينجينا الله من عبث الظالمين.. وأن يلهم الصبر أكثر للصامدين.. وفجأة وقبل أن ينهي صلاته.. جاءته طلقة مجهولة أصابته في رأسه فأردته قتيلًا، ووقع ساكنًا بلا حراكٍ ليعود ذاك العويل من جديد... بعد أن تبين لي أن القاتل هو ذاك الإغتراب..
هنا يا صديق غربتي وفي هذا الوطن، لم تعد الدنيا كحالها ولم تعد الدروب على طريقها، فاسمح لي أن أنثر الحنين بعد أن تقطعت أوردتي ونزفت الشرايين، وبدت أحلامي كأحلام المسافرين، قابعة على هذه البقعة فاقدة القوة، أتساءل من أنا في وطن يصِّر على قتلي بطلقات الغربة..؟!!
أفقت هذا الصباح ومع أني لم أنم.. وفي عيني سؤال..! ـنلاتمب طلسم ولدت كي أعيش ويكسوني الضباب ومن ثم يغطيني التراب، أم أنني صورة أخرى لأرض اليباب.
تقدمت لباب البيت ومررت بين الجالسين فكنت كمرور الغياب عند رحيل الأحباب، وكركض العاشق الحزين وراء لحظات العتاب.. وأكملت الطريق وأنفاسي تلهث وراء الخطوات تحاول جاهدة أن تقتل الوحدة بالحنين، وفي عيني يتراءى مشهد الغربة بمسافات مستمرة.. فأنا من الوطن وحتى الوطن، غريبة ومغتربة إلى أن صرت به المسافة.
دارين طاطور
19.01.2008
01:18