|
مهلاً فداكِ الذي أشبعتِهِ ألما |
لا تغلقي البابَ إنّي لم أزلْ نَهِما |
يا قبلةَ الشعرِ يا محرابَ قافيتي |
يامن نحرتُ على أعتابكِ القلما |
ينسابُ في كبدي يأسٌ يمزقني |
ولوعةٌ ضاعفتْ في مهجتي السقما |
مدّي إلي كفوفَ الوصلِ صادقةً |
لا تتركيني وحيداً أجرعُ الندما |
لا تطردي عاشقاً أهداكِ مقلتَهُ |
إذْ أمطرتْ عينُهُ يومَ الرحيلِ دما |
إني أحبكِ لولا أن بي وجعٌ |
يصبُ في أضلعي ما يشبهُ اللمما |
أعوذُ بالله من نفسٍ تزينُ لي |
غوايةَ الهجر لولا أذكرُ القسما |
كم ليلةٍ مر بي طيفُ الهوى قلقاً |
كأنهُ قاتلٌ قد جاءَ مُقتحِما |
وهبتهُ مهجتي والروحَ خالصةً |
فلم يزلْ ضاحكاً جذلانَ مُبتسما |
إني عشقتك يا حلماً يراودني |
وقد أموتُ إذا لم أبلغِ الحُلُما |
يا ترجمانَ جراحي لا مناص لنا |
من الغرامِ فإن الأمر قد حُسِما |
لولا عرفتكِ ما أبصرتُ خارطتي |
ولا اتخذتُ سبيلي في الهوى قُدُما |
في مقلتيك رأيتُ الروحَ ضاحكةً |
كطفلةٍ راقصتْ فوقَ الربى دِيَمَا |
من أجلِ عينكِ أحيا يا معذبتي |
وفي مدى طرفها قد عشتُ محتدما |
ماذا أقولُ وما في القلبِ من نفَسٍ |
إلا تهاوى على خديكِ معتصما |
هيا اكتبي للورى تاريخَ ملحمتي |
منذُ الولادةِ حتى أبلغ الهرما |
فأنتِ يا حلوتي سِفرٌ أرتلهُ |
كأنني عابدٌ يستقبلُ الحَرما |
كلُّ المحبينَ أتباعي وهم كُثُرٌ |
وكلهم في الهوى قد أخلصوا الذمما |
إني أعيذكِ باسم الله فاتنتي |
أنْ تتبعي عاذلي في بعض ما زعما |
لا تصدري الحكم حتى تعرفي خبري |
فإنني لم أزلْ في الذنبِ متهما |
حقاً هجرتكِ لكن كان لي سببي |
فقد أصاب عيوني مذْ رحلتِ عمى |
لولا نثرتُ دموعاً قد عزفتُ بها |
على الطريقِ إليكم في الحصى نَغما |
حتى وصلتُ دياراً أنتِ ساكنها |
فلذتُ بالبابِ أشكو القيظ والشبما |
مدي إلي يدَ المشتاقِ سيدتي |
أو فاتركيني فإن القلبَ قد سئما |