سُلّم الوزير
بعد أن انتهت جلسة التعارف مع المدير الجديد للمؤسسة ...... وذهب كلٌّ إلى موقع عمله .
قال تامر: أرأيت يا خالد، كيف كان سمير واقفاً جوار المدير الجديد ومدى نفاقه لهُ ؟
ــ نعم رأيته هذا هو سمير لن يتغير، وهذا ما عَملهُ مع المدير السابق، حين أتى حتى رفع رتبته من موظف في الأرشيف إلى مدير العلاقات العامة
ـ أعرف يا صديقي هذا، كان ذا حظوة عند المدير السابق، ومُفضّلاً علينا، وكيف كان ظله، أو كما يقال ذنباً له حيث كان .
ــ نعم كان ذنباً حقيراً، تافها، وجميع الموظفين يخشونه لخسته، لا أدري يا تامر لماذا معظم المدراء يحبون مثل هؤلاء الناس ويُقرِّبونهم إليهم
ـ يا صديقي هؤلاء هم الذين يصلون إلى أعلى المراتب. خرج المدير العام من مكتبه وسمير خلفه، مرّوا في فناء الوزارة، هبت عاصفة هوجاء، فانحنى سمير على المدير ليحميه من الأتربة وينظف الأتربة العالقة على كتفيه، ويلعن العاصفة التي أزعجت المدير.
قال تامر وهما في النافذة : انظرْ يا خالد، أُؤكد لك أنه سوف يمسح حِذاء المدير بعد هذه العاصفة وسترى، وفعلاً أخرج سمير منديله وأراد ذلك، لكن المدير أخذ المنديل حرجاً ومسح حذاءه بنفسه، ثم قال تامر: أراهن أن سمير سوف يكون مدير مكتبه.
دخل المدير كافتيريا الوزارة يتفقدها، رحب به العامل : أهلاً ، أهلاً يا مرحب، ألف ألف مبروك علينا وأصرّ أن يُضيّفه وقبل أن يجلس المدير على الكرسي وكان نظيفاً، أسرع سمير ومسحه بمنديله .
بدأ سمير يُحدّث المدير عن ظلم المدير السابق له وكيف كان فاسداً و... كان عامل الكافتيريا يسمع همس سمير فقال لصاحبه : اسمع، اسمع ... نفاق لا يطاق، ظل سمير يُحدّث المدير وهو مُنكسّاً رأسه نحو الأرض، ونظره نحو قدمي المدير : لقد فرحت جداً عندما سمعت أنهم أزاحوا المدير السابق من هنا، والله يا مدير إنه دمّر هذه الوزارة، لكن الحمد لله، ربّنا أرسل من ينقذها. قال المدير: كفى يا سمير، هذا لا يليق أن تتحدث عن مديرك السابق هكذا.
ــ لا، يا مدير! لا توقفني عن قول الحقيقة أرجوك وإلّا انفجر رأسي ثم تظاهر بالبكاء : لقد ظلمني ولمن سأشكو همّي يا مدير، إلّا لرجل عزيز على قلبي، فقد أحببتك حين وقعت عيناي عليك، سماتك، نظراتك تدل على نُبلك، أقسم لك لو كان رجلاً آخر غيرك عُيُّن هنا في الوزارة، لما أرتاح له قلبي أبداً أبداً، ولولا كفاءتي لما جعلني المدير المخلوع مديراً للعلاقات العامة، لأنني أفضل موظف لديه، حقّقت له نجاحات كبيرة في مجال عملي، ولكنه لم يعترف لي بأي فضل، وكنت له عبداً مطيعاً . لكن الحمد لله ربنا أنقذنا منه وعوّضنا.
اقترب عامل الكافتيريا نحو صاحبه وقال بغضب: هذا الحقير الناكر للجميل ينهش لحم مديره السابق حيّاً، يهجو مَن كان يودّه ويفضّله على كل الموظفين ورقّاه، لقد كان حُثالة في الأرشيف، بعد أسبوع تم تعيين سمير مدير مكتب المدير العام، وأحد مرشحي الإدارة العامة للوزارة تمهيداً لتعيينه وزيراً للوزارة.