هي والشاعر
مالي تدنْدِنُ في الهوى أوتاري
يا شاعري أغوَيْتَ بالأشعارِ
حيناً أتيهُ بظلِّ حرفك نابضا ً
فأضمّ عشقاً زهرةَ النَّوارِ
كم ذا أناجي الروحَ من قلق الجَوى
فأعبُّ خمري من شذا الأزهارِِ ِ
وأرتّلُ النَّغمَ الحنونَ برقًّة ٍ
كالبلبل ِ المَحْزونِ في الأسحار ِ
أنا لا أجيدُ العَوْمَ في أرجائه
فعبابُ بحرك مرعبُ الإبحارِ
دعني أعابثْ رملةً في شطِّه ِ
وأظلُّ للموْج ِالمُخيف أداري
فحكايتي جثمَتْ على صدري لذا
أرمي همومي أو أفكُّ إساري
هل تقدرُ الأمواجُ حملَ مواجعي؟
حتى يكتّمَ صخبُها أسراري
وغدوتُ من حمَقي إليك سبية ً
فالهمسُ قيَّدَ معصمي بسوارِ ِ
وأناملي ارتعشتْ ببرد ِ صقيعِها
ورميتَني في البحث ِعن أقداري
وانسابَ شعرٌ قد تملّكني هوًى
فانداح َقلبي في دُنا الأخطار
لملمتُ نفسي في الخفاءِ سرقتُه
فإذا فؤادي يستبيحُ قراري
كيفَ الوصولُ إلى رياضك ؟ دُلّني
ليكونَ في شهْد الشِّفاه ِمَزاري
أنا لم أزلْ في حقلِ شعرك طفلة ً
تحبو ويلثغُ في الهوى قيثاري
لازلتُ أغنجُ كاليمام بسيْره ِ
كن أنتَ والحرفَ الرشيقَ كناري
قد هِمْتُ في الأمس القريب شريدة ً
علّي أداوي لوْعتي من ناري
لِمَ لا يكونُ القربُ سيّدَ حبِّنا
كي يملأ َالوردُ الحنونُ نهاري ؟
نُصغي لصوت ِ البوح من همساتنا
كتناغُم الأمواه ِفي الأنهارِ
ونتيهُ في الغاب ِ البديع كطيرِهِ
نلهو بهمس ِ الحبِّ في الأسمار ِ
لا تخطف ِ القبلات ِمن شفتي أنا
ما زلتُ أحسبُني من الأغرارِ
فأخافُ يخطفني الهوى في غفلة ٍ
أخشى الوهادَ بعيدة ًعن داري
لكنني مسحورة ٌيا سيدي
خوفي من الإبحارِِ في الدّوار ِ
ورسَت ْعلى زنديكَ كلُّ مراكبي
فغدا هدوءُ الدِّفء ِفي إعصاري
إن الهُيامَ بعمْق ِروحي ساكن ٌ
ويصيرُ في الظلمات ِ ضوءَ فناري
ودعوْت ربَّ العرش يجمع شملنا
في ظلِّ دوح ِالحبِّ كالأطيار
ستكونُ لله ِ العليِّ ضراعتي
أن يجعلَ الأحبابَ كالأقمار ِ