|
قالتْ أحبكَ غيرَ أنّكَ مُعْدَمُ |
والحبُّ عنْدي للفقيرِ مُحَرَّمُ |
دعْ عنكَ تأنيبي فقد أرهقتني |
ماذاأصابكَ أيُّها المتوهمُ؟ |
قلتُ ارحمي عيناً تقرّحَ طرفُها |
فكأنّ أدمعَها إذا سالتْ دمُ |
قالتْ وقد لاحَ الأسى من عينها |
عذراً فإني في الهوى لا أرحمُ! |
أين العهود وأين أحلامي وما |
كنا به عند اللقاءِ نتمتمُ؟ |
أغريتَ قلبي بالهوى حتى هوى |
وتركتَهُ في لوعةٍ يتألمُ |
هذا أبي سيسوقني قسراً إلى |
ذاكَ الذي من حمقهِ يتلعثمُ |
فضحكتُ والأحزانُ تعصرُ أضلعي |
وضممتُها وفؤادها يتحطمُ |
إني أحبكِ يا أميرة مهجتي |
لكنها الأقدارُ بي تتحكمُ |
فاستسلمي للأمر وامتثلي له |
فنهايةُ الضعفاءِ أن يستسلموا |
قالتْ ولكنّي ... فقلتُ لها اسكتي |
فالصمتُ أجملُ ما حواهُ المعجمُ |
ودعتها ودفنتُ في نظراتها |
حلماً يحاصرهُ الوجودُ المظلمُ |
ومضيتُ أبحثُ في المدى عن وجهتي |
يقتادني وجهُ الرحيلِ المُبْهَمُ |
كلُّ الدروبِ تطايرتْ مثلَ الدمى |
في خطوتي الحيرى فلا أتقدمُ |
أنى اتجهتُ أعودُ نحو ديارها |
أبكي على جدرانها وأسلّمُ |
ذكرى! وتنهمرُ الدموعُ بوجنتي |
وكأنّها من حرقةٍ تتكلمُ |
تبدي إلى الواشين ما أخفيتهُ |
فعيونهم من غلّهم تتبسمُ |
تعلو تناهيدُ الدفوفِ كأنها |
تشكو جراح حبيبتي إذ تكتمُ |
يا أيُّها القلبُ المضرجُ بالأسى |
هل في الهروبِ من المواجعِ مَغْنَمُ؟ |
من ذا أباحَ لهم حمى أحلامنا |
بل كيفَ يرضى بالنهايةِ مُغْرَمُ؟! |
هيا امتطِ ظهر الغرامِ ولا تخفْ |
إنّ المحبَ على النوى لا يُرْغمُ |
يا نفسُ ويحكِ ما الذي تبدينهُ؟ |
هل يقتفي دربَ الحماقةِ مُلْهَمُ؟ |
لو أن أحزاني عليّ عظيمةٌ |
فمقامُ من أهوى أجلُّ وأعظمُ |
سأظلُ أذكرها بكل جوانحي |
فجميلُ ذكراها لقلبي بلْسمُ |
حسبي ابتهاجاً أن تكون سعيدةً |
وتعيشُ في أفراحِها تتنعمُ |
وغداً ستذكرني إذا ما داعبتْ |
أنفاسَ طفلتها التي تتغَمْغَمُ |