المشنقة ......
ما عدت أخاف دوار البحر
ولست أخاف بأن أغرقْ
فلقد أرساني بحر الحبّ
بشاطئ عينيك الأزرقْ
ما عدتُ أخاف من الأمواج
من الإعصار إذا حلّقْ
فهدوؤك أسكنني قصرا
والباب ورائي قد أغلق
ما عدتُ أخاف ظلام الليل
ورعدا فيه إذا أبرق
أحضانك تمنحني أمنا
لا أخشى أبدا أن أُسرق
ونجوم عيونك تؤنسني
والوجه الصادق قد أشرق
ما عدت صغيرا سيدتي
ما عدت أخاف بأن أعشقْ
ما عدت أخاف من الشيطان
ولا من إنسيٍّ أفسق
كم فرّق أحبابا يوما
كم أحرق قلبا كم طلّق
كم أغرق في بحر الأحزان
جموعا كانت لا تغرق
كم أخرج من قصر العشاق
حبيبا مجنونا أحمق
أما في حبّي فليخسأ
حتى لو أجلب في فيلق
فأنا تأسرني أشواقي
في سجن الحبّ وقد أغلق
والحبّ يكبّل كلّ القلب
وهمس الأنفاس مطوّق
سجنٌ وقيودٌ في قلبي
لا أجمل منه ولا أرفق
أطرقت أفكر في حبّي
هل يوجد أقوى أو أعمق ؟
وسألت الحاضر والغائب
هل عرفوا مجنونا أخرق؟
من قبلي كان ومن بعدي
في حبّ السّجاّنِ تعلّق
هل ظنّوا في قلب يهوى
أن يهوى للقيد ويعشق ؟
فليعلم كل دعاة الحبّ
الصادق فيهم والأصدق
ما كنت أريد بأن أسجن
في حبّي يوما بل أشنق