بسم الله الرحمن الرحيم
{{ لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم }}
سبق و أن كتبت مقالة عن السيد بن كيران و أعطيته مهلة و كانت المهلة هي لشحذ الهمة
و عصر ما في جعبة السيد بن كيران لإخراج ما عنده من مصلحة لخدمة الشعب بأقصر
وقت و أقصى جهد. فأنا أعلم مدى التنازلات و الضغوطات التي تمارس على السيد
بن كيران من قبل المملكة على حساب سمعته و تاريخه النضالي. فقد استغنى السيد من كل
شيء لمصلحة الشعب المغربي و قد مثل دور السيد ياسر عرفات رحمه الله حول القضية
الفلسطينية فكان يتملق لهذا و يشحذ من ذلك و يتنازل من شخصه و شخصيته و نفسيته
لأجل قضيته العادلة ألا و هي تحرير فلسطين المنهج الذي اتجه إليه السيد بن كيران
هو نفس النهج الذي سار به السيد ياسر عرفات رحمة الله عليه و أنا على يقين سيواجه
إن لم يكن قد واجه كثير من التحديات و الصعوبات و ذلك لأنه المملكة لا تدار بربانين.
إما ربان الملك و إما ربان السيد بن كيران و لا يمكن للملك الاستغناء عن مملكته بهذه
السهولة و إعطاء صلاحياته إلى السيد رئيس الحكومة فقلما يعمل أن يشوه صورة السيد
ليبقى هو السيد و ليس غيره السيد الأوحد باتخاذ القرارات الضرورية و اللازمة للملكة
و لا يمكن لأي سياسي أن يتحمل هذه المسؤولية إسقاطا لتاريخه السياسي.
فالمعارض لا يمكن أن يكون انتهازي إلا إذا رأى مصلحة شعبه تقتضي أن يساوم من
عارضه و هكذا مبدأ ميكافيلي لا ينفع لهذه المرحلة ألا و هي مرحلة الربيع العربي
و قد استخدم هذا المبدأ السيد رئيس الحكومة بعد أن اتضحت له صور الدول التي بدأت
فيها مرحلة التغيير كمصر تونس ليبيا العراق و أخيرا سوريا فهي كلها صور غير مشرفة
و لن نطمح إليها لأنه قد انتشر فيها القتل و الإجرام و الفساد الإداري المالي الاجتماعي
و الأخلاقي و لهذه الخطوة التي خطاها السيد رئيس الحكومة يجب أن يجلله الملك و كذلك
الشعب المغربي لأنه حفظ ماء وجه الملك و المملكة بإنقاذه للمملكة من النعرات
و الاصطفافات على حساب تاريخه النضالي و مبادئه. أنقذ البلاد من أزمة كانت ستصيبنا
كما أصابت تلك البلدان. فبحنكته و عبقريته استطاع أن يكسب ود الشعب و الملك
و أتمنى منه أن يستمر بنهجه و لا يعبأ بما نقوله و يقولون عنه لإيقاف مسيرته لأن
عمق الفلسفة التي يسير عليها يصعب فهمها المواطن العادي. و أرتقب كما يرتقب
أغلب المثقفين و السياسيين بنهاية هذه اللعبة هل سيكون كش الملك مات الوزير
أو كش الوزير مات الملك.
للكاتب شهيد لحسن امباركي في 03/12/2012.
و الحر تكفيه الإشارة يا السيد عبد المجيد البرزاني