ذكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني رأياً في كتابه : " مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها " ، بعد أن تكلم عن الشعر وموقف الشرع منه وأنه لابد أن يكون لخدمة الرسالة فقط ، فقال :
( والسؤال الذي نطرحه : ما الحكمة من هذا الموقف الذي تتخذه الأصول الإسلامية من الشعر ؟ الجواب يتمثل في عدة أسباب هي :
السبب الأول ؛ يكمن في بنية الشعر نفسه التي تفرز عدة مضاعفات سلبية في النفس الإنسانية ، ومن هذه المضاعفات أن تعلم الشعر وتذوقه يؤدي إلى تكوين ما نسميه : " العقلية الشاعرية " و " القيم الشاعرية " ، وهما ينتهيان بالإنسان إلى الاتصاف بصفات أهمها : أولاً ؛ القناعة ببلاغة الكلمة دون العمل ، فالعقلية الشاعرية تعطي الكلام من القيمة أكثر مما يستحق . بل إنها لتجعل الكلام نهاية المطاف في الجهود التي تبذل لمواجهة المشكلات والأخطار . ولذلك كانت العقلية العربية التي نشأت في حضانة الشعر عقلية تقف عند حد الإعجاب بالكلام دون العمل ......
والمظهر الثاني لمضاعفات ـ التفكير الشاعري ـ هو عدم الواقعية . ..... وما يسمى في الشعر بـ " الخيال العذب " هو مظهر من مظاهر " أحلام اليقظة " التي هي مرض نفسي مشتت للأذهان ، مذهب للطاقات العقلية في خيالات لا وجود لها .....
والمظهر الثالث لمضاعفات التفكير الشاعري أنه يقتل التفكير العملي ......
والسبب الثاني الذي جعل الأصول الإسلامية تحرص على تزكية الثقافة من الشعر ومناهجه هو أن الشعر مخالف للتفكير العقلاني ..... الخ ) . ص 211 وما بعدها .
كلي أمل في أن أرى حوارا راقيا من الأساتذة الكرام .