..
متى يا شقيقي؟
تقدّمْ إليَّ ودُكَّ الجدارا
كفانا خصامًا كفانا شجارا
أخي إنّنا في جحيمٍ نعاني
أنُشعلُ تحتَ جهنّمَ نارا
ونسكبُ زيتًا على الجمرِ جهلًا
وننفخُ في الكيرِ ليلَ نهارا
ويرمي نزارٌ بسهمِهِ عمْرًا
ويطعنُ بالسّيفِ عمْروٌ نزارا
وقدْ جفَّ بيني وبينك نهرٌ
منَ الحبِّ ثمَّ خسرنا البحارا
أخي قدْ شربنا كؤوسَ الجراحِ
سويًّا وذقنا سنينَ المرارا
فحتّامَ نبقى دمىً دونَ عقلٍ
وخلفَ عنادٍ بنا نتوارى
فواللهِ إنّ التّخاصمَ إثمٌ
يُقوّي عدوًّا ويجلبُ عارا
أخي إنّ في الاتحادِ حياةً
وعزًّا ومجدًا لنا واعتبارا
وهذا التّشرذمُ موتٌ بطئٌ
وخلفَ الدّمارِ يجرُّ دمارا
ويورثُ ذلًّا وهذا التّشظّي
يزيدُ حصارَ العدوِّ حصارا
أليسَ التّجمّعُ فيهِ امتناعٌ
يساندُ أهلًا ويحفظُ جارا؟
ويغدو التّرابُ إذا اشتدَّ صخرا
وعندَ التّفتُّتِ يغدو غبارا
أخي أنتَ توأمُ روحِ أخيكَ
وظلّي إذا سرتُ ظلّيَ سارا
وكنتُ رداءكَ في كلِّ بردٍ
وكنتَ إذا اشتدَّ بردي إزارا
أخي هذهِ الرّوحُ تسعى إليكَ
فقدْ ملّتِ الرّوحُ فيَّ انتظارا
فهيّا لنرسمَ فجرًا جديدًا
وبعدَ الظّلامِ نعيدُ النّهارا
كلانا وحيدٌ بعيدٌ غريبٌ
علينا بغى الاغترابُ وجارا
وهذي الدّيارُ لنا رحمُ أمٍّ
متى يا شقيقي نَبرُّ الدّيارا
بقلم رفعت زيتون
2\12\2012
في لحظة شوق للوحدة
القدس
..