الأخ الكريم حيدره الحطيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( طاعة الحاكم المسلم الفاسق مالم ياتي بمعصية )
كيف يكون المسلم فاسقاً وهو لم يأت بمعصية ؟
فالفسق يستلزم وجود المعصية ..
( والفاسق لغة وشرعا هو المتجاوز لحدود الله كشارب الخمر وقاطع الطرق والقاتل والزاني والسارق فمن وجدن فيه خصلة من خصال النفاق فنفاقه بقدر ما وجد فيه من هذه الخصل اما من وجدت فيه خصل النفاق كاملة فهو المنافق الكامل والى الكفر اقرب )
هناك فرق بين الفسق والنفاق ، فالفاسق كما جاء في اللسان : الفِسْق العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق .
أما النفاق فهو على قسمين :
أكبر وهو المخرج عن الملة وهو يتعلق بالاعتقاد ، كإبطان الكفر وإظهار الاسلام .
وأصغر لا يخرج عن الملة ويسمى نفاقاً عملياً كحديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وقال إني مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) .
أما الخروج على الحاكم العاصي ـ فما وصلت إليه إلى الآن ـ أنه إذا كانت معصيته وفسقه لا يصل إلى إهدار مقاصد الشريعة التي أنزل الله تعالى الشريعة من أجل تحقيقها ليضمن للعباد مصالحهم الدنيوية والأخروية ، هذا الخروج لا يجوز ..
نعم إذا كان بالمقدور استبداله استبدل ، أما إذا كان الاستبدال يؤدي إلى مفاسد تغلب المصالح ، فلا يُخرج عليه ..
وهذا ما لمسناه في تاريخنا الإسلامي ، فمع ظلم الحكام ومعصيتهم ـ مع تفاوت فيما بينهم ـ لم يجز العلماء الخروج عليهم ، لأنهم في الغالب كانوا محافظين على مقاصد الدين ..
أما إذا كان حكم هؤلاء لا يحقق المقاصد بل يضادها ويهدرها ، جاز الخروج ، والقول بالجواز هنا لا يعني وجوب الخروج ، فقد يكون الخروج جائزاً لكن لا يُفتى به تقديراً لمآلات الخروج ونتائجها ..
وبهذا الصدد نحتاج الى دراسة شاملة في السياسة الشرعية ، نرجع فيها الجزئيات الى الكليات والفروع الى الأصول ، دون ممارسة القراءات الجزئية للنصوص واستقطاعها من أجل دعم الرأي والمذهب !
تحياتي ودعائي ..