داء خفي
من أين يأتي ... ؟
هذا الذي يدخل بيتي،
ولا أعرف من أين .
هذا الذي يسكن بيتي،
ولا تراه العين.
يهجم بلا أعراض هذا الداء
بلا إنذار كالأعداء.
على قلوبنا العاقلة
فينزع عنها الصواب
على مدننا المغلقة
وتفر الأبواب
يغير معالم الشوارع
يخلط العناوين.
يرحل بالأسماء إلى الأسماء
بالصفاء إلى الذنوب
بالشروق إلى الغروب
بالشمال إلى الجنوب.
يعيد توزيع الثورات
يطيح بالرؤساء والزعماء ...
والهامات.
هذا الذي – ودون جواز سفر-
هذا الخطر
يعبر الأرض عرضا وطولا
يرسم القلوب حقولاً يزرعها :
صبحا ، فرحا ، بياضا ، سوادا ،
أملا ، يأسا ، خوفا ،
وتورق الأشجار صيفا.
يأتينا غازيا ، فاشيا ، نازيا
أو ضيفا.
بكل الأقنعة يأتينا
ويدخل أغانينا.
يجتاحنا ، يغتالنا
يسعدنا ، يبكينا ،
يبعثرنا ، ينفينا ، يبقينا
يرهبنا ، يرغبنا
كما يفعل زعماؤنا معنا،
فلا نملك إلا أن نضمر أحقادنا،
ونهتف كما نفعل في مواكب الملوك
يحيا الحب!