لم اتمالك نفسي عندما رأيته, فأخذت أجهش بالبكاء, لعل الدموع تصبح سدا فتمنعني من مواصلة النظر الى وجهه المحترق والمشوه .

طفل فلسطيني ـ طبعا ـ او ربما او اكيد هناك طفل عراقي أخر او اطفال بمعنى افضل وقريب من الواقع لديهم نفس الوجه ونفس الماساه.

طفل فلسطيني مشوه أصيب في غاره ,اثناء قصف لعين استهدف وجهه البريء ليترك بصماته اللعينه تعيش معه في كل لحظه في حياته .

اليس عارا ان تعيش بيننا مثل هكذا مأسي, ووجوه مشوهة دون ان نمد يد العون اليها, ونحن نمتلك الملايين .

اني افهم باننا مثل ما يقولون لانريد ان نحارب الصهاينة ونصبح ارهابيين في نظر العالم اجمع ومن يريد ذلك لايستطيع حتى العبور والوصول الى مراده عبر تلك الحدود,افهم ذلك جيدا واستطيع ان اقدم فيه امتحانا شفويا وكتابيا.

ولكن ما لا افهمه هو وجود تلك الملايين في جيوب اصحابها تنعم بالدفء والامان,تخرج فقط للتنزه فقط في بلاد الضباب وفي حدائق الحيوان وفي بلاد الفن والسهر على انغام سوبر ستار. هل سينعت بالارهاب من سيتبرع بمصاريف تلك العمليه ليرجع البسمة الى شفاه هذا الطفل حتى تتحسن حالته النفسية ويعود الى طفولته ويصحو يوما من نومه سعيدا يريد ان ينظر في وجهه ويستعيد ذاكرة تقاسيم وجهه الذي طالما اشتاق للنظر اليها. هل سينعت بالارهاب اذا قام بتطبيق احاديث نبينا صلى الله عليه وسلم (لن يؤمن ! احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) او الاحاديث الاخرى التى تحض على اغاثة الملهوف واعانة المظلوم وكفالة اليتيم.

ربما نجح اعداؤنا في تغيير ليس فقط المناهج التعليمية التى تحض على الارهاب بنظرهم بل نجحوا في اختراق اخلاقنا ومفاهيمنا وقلوبنا التي هي كالحجارة او اشد قسوة , لا استغرب بان يكون العربي المسلم قد تبرأ اليوم ايضا من حاتم الطائي وكرمه وكرم الضيافة عنده واغاثة الملهوف.حتى يوفر لاميريكا مصاريف حروبها المقررة على المنطقة في المستقبل القريب.

هل فقدت الامة نخوتها حتى في ايجاد طبيب واحد يتبرع بمثل هذه العملية التجميلية او رجل اعمال واحد انعم الله عليه واعطاه من فضله ,او فاعل خير لا يريد ان يذكر اسمه يمتلك القدره الماديه على مصاريف هذه العمليه التجميلية .هل من المعقول ان لا نجد مليونيرا واحدا في دولنا العربية كلها ودول الخليج العربي خاصة من يتبرع بتلك المصاريف.

لو كنت املك مصاريف تلك العملية لكنت بدأت بنفسي على الفور ولكني الحمدالله املك قلما سأعتبره وقودا سيشعل الغيرة والحمية الكائنة في اعماق هذا الشخص المقتدر والذي انعم الله ! ;عليه من فضله ليقوم بتبني مصاريف هذه العمليه لهذا الطفل الضحية .

وان كان وقودي لن يفلح في اشعال ذلك, عند ابناء قومي وديني سأتجه الى من ينادون بحقوق الطفل في هذه البلاد الباردة لعل قلوب من نصفهم بالكفرة تكون اسرع اشتعالا من غيرهم ممن يعيشون في بلاد العرب اوطاني