أتفق معك دكتور سمير في أكثر من تسعين بالمائة مماذكرت ..
وتبدو قراءتك وتحليلك للحالة المصرية الحالية أقرب ماتكون للحقيقة الغائبة عن الكثير ممن تخدعهم الآلة الإعلامية لأعداء الأمة بأسرها ومستقبلها في حال نجاح التجربة المصرية في التحول نحو دولة مدنية ذات توجه اسلامي يعبر عن حقيقة التركيب الديموجرافي للوطن ..
فقط لفت انتباهي ماجاء في قراءتك
(نعم الرئيس محمد مرسي رجل طيب وصادق ومخلص يريد الخير للوطن ويريد أن يرتقي بمصر وشعبها وأن يعيد دورها وقدرها ، ولكني رغم عظيم ثقتي وثقة الملايين به لا أراه رجل المرحلة لأن هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية مهمة وفيها كل ما ذكرنا من ترصد وتربص وأزعم أنها مرحلة تحتاج شخصية ذات قوة في التأثير وفي اتخاذ القرارات الصارمة تجاه كل تجاوز أو إثارة للفتن بزعم حرية التعبير ،)
وهنا أود أن أقول أنه عندما استقر الأمر على ترشيح الدكتور محمد مرسي عن حزب الحرية والعدالة ليكون احتياطيا للمهندس خيرت الشاطر تحسبا لقيام لجنة الانتخابات باستبعاده – وهذا ماحدث – كنت أخشى على مكانة الحزب والجماعة في حال فشله في الفوز بمنصب الرئاسة كونه شخصية غير مشهورة حتى داخل الجماعة حتى بعد اختياره رئيسا للحزب ..
ولكني بعد الأحداث والمواقف الكثيرة التي تعرض لها الوطن خلال خمسة أشهر من حكمه وطريقة تعامله معها بت أدرك الآن أن الله أراد لهذا الوطن هذه الشخصية في هذه المرحلة الحرجة .. وأزعم أنه الوحيد من بين جميع الموجودين على الساحة السياسية الآن القادر على قيادة السفينة والعبور بها إلى شاطيء الأمان .. وعندما أقول جميع الموجودين أقصد بمن فيهم خيرت الشاطر نفسه .. وأتخيل الوضع لو كان خيرت الشاطر مكان محمد مرسي في هذه الأزمات المتلاحقة لاتخذ من - القرارات الصارمة – التي تتحدث عنها ماكان يوقع البلاد في أزمات أكبر ولسالت الدماء بصورة لاتُحمد عقباها ولزادت الضغوط من الداخل والخارج لإظهار التجربة الإسلامية وكأنها لاتقوم إلا على سفك الدماء والدكتاتورية وهذا مايريدون للعالم أن يصدقه عنا ..
والرجل – محمد مرسي – ليس ضعيفا أو مهزوزا أو مهزوما كما يحاول البعض أن يصوره ..
ودعني أذكرك ببعض القرارات التي اتخذها والتي تنم عن شخصية قوية حكيمة وقيادة رشيدة :
* قيامه بأداء اليمين الدستورية في الميدان قبل النطق بها أمام المحكمة الدستورية ..
** إبعاد المجلس العسكري - وفيهم مَن : طنطاوي وعنان - عن الحكم بعد ستين عاما وبدون أي اضطرابات داخل الجيش مما يعني تحويل مصر إلى دولة مدنية وقد كان ذلك حُلما بعيد المنال
( في تركيا استغرق الأمر عشر سنوات تقريبا )..
*** خطابه القوي في إيران وإعلانه صراحة الوقوف ضد النظام السوري ..
**** خطابه في الأمم المتحدة ورسائله للجميع بأن هناك واقع جديد في مصر والعالم العربي والإسلامي ..
***** موقفه الواضح والصريح إبان العدوان الأخير على غزة ..
وأخيرا ..
كما ذكرت وألمحت في قراءتك الصائبة عن حجم الفساد في كل المؤسسات والتي يحتاج تطهيرها إلى سنوات من العمل بحكمة وليس بقرارات صادمة قد تضر أكثر مما تنفع ..
أتمنى وأدعو الله له بالنجاح في سياسة الخطوة خطوة نحو المستقبل لمصر والتي إن شاء الله يعم خيرها كل أرجاء الوطن والأمة ..