على وطني ألف معضلة

وشعبٌ أبيٌ تجرع مُرَّ الأسى من نظام يعيش على عنفوان الرصاص وحَدِّ الرماح

أباح الرذيلة والفسقَ هذا النظام اللعين وكم قد أباح

ولم يرعو عن دماء النساء الثكالا وقتل الصبايا الملاح

وها هو في كل رابية يرتدي جبة الموت يذبح شعباً كذبح النعاج

فماذا جنى من يناضل سلما ولم يَتشحْ بالسلاح

وماذا جنى من تسيل الدماء على صدره وروضات آماله تستباح

فمن سيبدد تلك المآسي ويرتق كل الجراح

سوى ثورة الشعب, يا ثورة تحمل الأمنيات وترنو لنيل الفلاح

فأزلام صالحَ تذبح جيلاً يناضل كي يسترد من الليل وجه الصباح

وما زال خطو الضياء هنا تحت ليل الظلام يروم النجاح

تلك أمنية من ربا ثورة نثرت في فؤادي الأقاح

وفيها مفاتيح وجه الحياة السعيدة تَفْتحُ كل القلوب

تحررها من مغاليق سجنٍ بغيض وتطلقها في الرياح

وما زال شعبي فتيا هماما يؤمل أن يقطف المجد سلما وإن طال هذا الكفاح

حالما يشتهي من فؤاد الصبابة عيناً تلاحظ زهو خطاه وأنفاس ثورته الحالمة

يرى حلمه ومضةً يختفي كاختفاء الأصيل إذا أقبل الليل... كالباديات إذا دُوهمت بالحضر..

فما سر هذا الهتاف الجميل من الشعب (ارحل)

خصوصا إذا رام ذاك البهاء الزهي المدثر بالعافية

قادماً من بعيد.. غدا

على شرفة الثورة السامية

كإسفارة الفجر يبدو ضحوكاً على وجنة الرابية

وترمقه أعيني السالية

.. وأغنية النصر تتلى على مرفأ الساقية

ويرتد مثل الصدى ممسكا بالورود وإشراق أيامه التالية..

وقد جف نبع الفساد الكبير الذي قصَّ أذرعه السادلة

فتىً بين أضلعه ثورة فاضلة

بوجه جميل وخد أسيل على وجنة الساحة الخالية

فيا ريح دهر النضال الجميل الملفَّع بالثورة الباسلة

أقلنا إلى مرفأ العز والمجد والهمة العالية

ويا ثورة الشعب هيا بنا أعيدي لنا الأمة الباذلة

لنقطف أزهار فصل الربيع وننمو على أرضنا السابلة

نعرِّشُ في روضة الأنس كالزيزفون وكالنخل في الشط والبادية

فكيف لأعين أرواحنا بألا ترى دولة من رخام

على متنها الحب يورق والعدل والحريات وتنتعش القيم الذابلة

فما عاد في موطني كسرة من عذاب ولا طمرة بالية

وما عاد في موطني موطن للجراح ولا ظلمة ثانية

سلام الله عليكم
الأخ الفاضل الشاعر هائل سعيد الصرمي
اسمح لي أن أنوّه هنا لرأي شخصي , وكلنا يقرّ بأن الإبداع لايتبع إطارا أو قاعدة , ولكن لابأس من الإطلالة
على رأي البعض فيما نساهم .
خطرات شعرية جميلة , صيغت بشكل عفوي , تنم عن شاعرية واضحة , ولكن يعيب على الصياغة الشعرية ,
أنها لم تكتب وفق نمط شعري محدد , وكم تمنيت لو أنك استعنت بأحد الأخوة الشعراء الأفاضل في هذه الصرح
الأدبي الكبير , وفي الواحة المباركة نخبة الشعراء والأدباء , في إعادة كتابة هذه الخطرات الشعرية , لتصبح
قصيدة ناجحة , أو في القادم من شعرك الجميل , لديك الشاعرية والمقدرة , ومايلزمك فنيات الكتابة , ومع قليل
من الجهد سنرى شيئا رائعا .
تقبل تقديري واحترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

سقطت سهوا شطر البيت الأول الذي يقول
على وطني ألف معضلة وكفّاه مثخنة بالجراح

شكرا لك يا دكتور فنحن ما نزال متطفلين على الشعر وكنت أتمنى أن تضع ولو نماذج قليلة من الإختلالات حتى أستدركها وأقيس عليها وكم أتمنى من شعراء الواحة أن يضعوا أيديهم عليها فنحن يكمل بعضنا بعضا وكل يستفيد من الأخر وكم استفدت كثير من هذه الواحة الرائعة فلها كل التقدير والإمتنان وللعملين فيها والمطلعين كذلك دمت بخير

أنا كنت أعد هذه القصيدة من الشعر الحر (شعر التفعيلة) وأظنه نمط شعري معروف فكيف خرجتُ عن الأنماط الشعرية المعروفة أحب أن أفهم فقط للإستفادة

سلام الله عليكم
الأخ الفاضل الشاعر هائل سعيد الصرمي
أشكر لك كريم تفاعلك مع ما أبديت من ملاحظة بشان انتماء القصيدة لنمط شعري , ولو لم أقرأ القصيدة
في الواحة لمررت عليها بلباقة أو مجاملة , ولكن الواحة صرح أدبي كبير , ويقدم فيها الأفضل , وأسعى
معك لنقدم الأفضل , وأبدأ القول معترضا على ماكتبت " فنحن ما نزال متطفلين على الشعر " , وهو
تواضع منك , فأنت شاعر حقيقي أصيل , والشعر نبض وإحساس وشاعرية , والقوالب الشعرية هي
مسالة فنية وجمالية , وما لفت نظري هو إرهاقك النص بالتعلق بالقافية , والذين يكتبون شعر التفعيلة ,
أرادوا أن يحرروا انفسهم من ربقة الإطار التقليدي للشعر العربي , ويحرروا أحاسيسهم ومشاعرهم
وشاعريتهم , من قيود تكرارية البيت الواحد , والبحث وراء المفردة المعجمية الموافقة للتفعيلة , لأجل
السلاسة والعفوية والغدق الشاعري .
أخي الفاضل , وقد قرأت ملاحظتي التي جاءت من تفاعلي مع القصيدة , لابأس في أن تكتب رسالة
لأحد الأخوة والأخوات في لجنة الشعر , لتسمع رأيهم في ملاحظتي , فربما لايوافقوني الرأي , وربما
وجدت لديهم شيئا آخر .
تقبل تقديري واحترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

أنت محق يادكتور لعلى بعض القوافي غير مطمئنة وربما كثرت في النص والتحرر أولى
وأنا أتشرف بملاحظاتك ومسرور بها وأتمنى أن تديمها علينا في بقية النصوص الشعرية دمت بخير وجزاك الله خيرا

شدني ما جرى من حوار كريم بينك وبينك الشاعر الكبير محمد حسن السمان وأحببت أن أتفاعل مع الأمر بما أرجو أن يفيد وإن جاء هذا بعد كل هذا الحين.


وشعبٌ أبيٌ تجرع مُرَّ الأسى من نظام يعيش على عنفوان الرصاص وحَدِّ الرماح
هذا مثال على عدة مواضع خرجت فيها بالشعر عما هو حقه ، ذلك أن شعر التفعيلة هو في حقيقته شعر السطر أي اعتماد السطر لا البيت في التعامل مع التفعيلات وهذا له ضوابطه وهو في الأساس أن لا تتكرر التفعلية السباعية في السطر أكثر من 6 مرات والتفعيلة الخماسية عن 8 مرات. أنت هنا جئت بالتفعيلة الخماسية في سطر واحد أكثر من 8 مرات وهذا أمر تكرر في بعض أسطر أخرى.

أباح الرذيلة والفسقَ هذا النظام اللعين وكم قد أباح
هذا لا شعر فيه وأقرب للنثرية جاء نظما محضا بتقديم وتأخير.

ولم يرعو عن دماء النساء الثكالا وقتل الصبايا الملاح
هناك كسر في الموضع الأول ، وخطأ في رسم المفردة في الموضع الثاني "التكالى".

وماذا جنى من تسيل الدماء على صدره وروضات آماله تستباح
هنا كسر في الوزن.

فمن سيبدد تلك المآسي ويرتق كل الجراح
سوى ثورة الشعب, يا ثورة تحمل الأمنيات وترنو لنيل الفلاح
هنا مثال على ما يناقض أساس شعر السطر من أهمية مراعاة موافقة التدوير للمبنى والمعنى من ناحية ثم بضرورة عدم تقييد النص من ناحية أخرى.

تلك أمنية من ربا ثورة نثرت في فؤادي الأقاح
في الموضع الأول كسر في الوزن ، وفي الموضع الثاني خطأ في رسم المفردة فالربا غير الربى.

وهكذا ... يمكنك مراجعة باقي نصك الطويل لتجد فيه مثل ما أشرت إليه ، ولا تنس أيضا أهمية ضبط القوافي المركزية والداخلية والخارجية كمزيد من جماالية النص دون أن يكون مقيدا كما بدا.


تقديري

نص جميل بما حمل من معان وكم كان رسما مباشرا لواقع تعيشه الأمة
مودتي

نص جميل بحق وكذلك المشاعر فيه , استفدنا من الحوارات بشأن النص في هذه الصفحة , ننتظر القادم منك , بالتوفيق