|
صبوا على نار الحبية ماءَ |
لا تسكبوا البنزين والأهواءَ |
لا تشعلوها بالمفاسد إنها |
أمست تواصل بالأنين بكاءَ |
وتقول مهلا يا أحبائي متى |
كنتم بأرضٍ للإخا أعداءَ ؟! |
إني أطالع بالوجوم بدمعتي |
وبحسرتي وبلهفتي أبناءَ |
كانوا جميعا فاستبدوا بالمرا |
وتفرقوا وتجزءوا أجزاءَ |
وتشتتوا بعد ائتلاف أشهروا |
سيفا يمزق جمعهم أشلاءَ |
وتترسوا خلف المتاريس التي |
ضمت سلاحا مشهرا وبلاءَ |
ماذا جرى للشعب عانى فجأة |
في ثورة كانت له الأدواءَ ؟! |
ولت سعادتنا وحلَّ بقلبنا |
همٌّ يمزق بالجوى الأحشاءَ |
أبمصر هذا الإنقسام وقد مضى |
دهر طويل بالصفا تتراءى ؟! |
من عصر (مينا) باتحاد صفوفنا |
في مصر نسكن بالوفاق إخاءَ |
والعز والأمجاد تجمع شعبنا |
بمحبة تسقي الفؤاد صفاءَ |
والنيل يجري بالعذوبة ضاحكا |
يروي الجموع ملاحة وذكاءَ |
والشعب يشرب سلسبيلا طاهرا |
ويضم من رغد النعيم غذاءَ |
ويعيش عيشا طيبا مسترسلا |
يغشى المروج وجنة خضراءَ |
حتى انتهينا للشقاق فشقنا |
وأحال عيش الآمنين شقاءَ |
وتوجه الأحباب وجهة بغضهم |
حتى أسالوا بالدروب دماءَ |
هي نبض شعب واحد بهمومه |
عانى افتتانا عاجلا ودهاءَ |
(قابيل) أقبل بالهلاك لصنوه |
(هابيل) لاقى بالطعون فناءَ |
بأخوة ضاعت بلغو جدالنا |
مَنْ سوف يسكت للقصاص نداءَ ؟! |
من سوف يرأب صدعنا وجدارنا |
يحتاج من فرط الثقوب بناءَ ؟! |
ويروم من كل الجهات دعائما |
بالخوف نادى بالخلا البنَّاءَ |
وفخامة البنَّاء يلهو بينهم |
بشوارع قد جمعت فرقاءَ |
وتداخلت أصوات بلوانا نمى |
فيها التشتت بالخراب نماءَ |
بنفورنا صرنا هباء واهنا |
يا ويحنا صار الجميع هباءَ |
قد كان فخر العالمين بمصرنا |
صرنا نلاقي بالعيون رثاءَ |
بالحزن بالإشفاق بتنا نرتجي |
منهم لرب العالمين دعاءَ |
ليعم مصر بأمنه وبلطفه |
يعطي الحبيبة من سناه عطاءَ |
من كان يعشق مصرنا من أهلها |
ينهي اقتتالا بيننا إنهاءَ |
ويكون بردا ذا سلام موقنا |
أن التقاتل يجلب الإعماءَ |
وتسود فيه المهلكات صفوفنا |
تلقى الطعون تواجه الإدماءَ |
يا شعب مصر ألا اتفقت بحكمة |
تأتي توصِّف للجراح دواءَ ؟! |
طالت بنا الأوجاع تترا بيننا |
تمضي لتزرع بالحقول خواءَ |
وتراجع الإنتاج ولى ربحنا |
والخير ولى واسألوا الفقراءَ ! |
جاعت بطون ترتجي إشباعها |
ترجو لبرد بالشتاء كساءَ |
والناس ملت من كلام فارغ |
يزداد إفكا صارخا ومراءَ |
أين الكرام العاقلون برشدهم |
يزهو يحقق بالوئام لقاءَ ؟! |
أشتاق مصر بأمنها وسلامها |
أشتاق فيها بالسرور رخاءَ |
أشتاق صفحة نيلها في قارب |
غنى لها ناي الغرام غناءَ |
أشتاق نزهة ريفها وحقولها |
خيراتها عمت بها الأنحاءَ |
أشتاق طيبة أهلها بقلوبهم |
تحوي بطهر المؤمنين نقاءَ |
وأحبها حبا تخلل مهجتي |
يبدو بشعري ناصعا وضَّاءَ |
يروي رواية عشقها وغرامها |
لمن استقر بأرضها أو جاءَ |
أو راح يهدي بالحنين لأرضها |
شعرا يواكب بالثنا الشعراءَ |
أو رام منها لمحة مصرية |
مبرورة ميمونة فيحاءَ |
أو قال عنها جملة درية |
تزدان حسنا ساطعا وضياءَ |
أو خط فيها بالسطور مقالة |
تسدي لمصر هيامه إسداءَ |
أو خص بالشدو العليل جميلة |
رقراقة معشوقة حسناءَ ! |
نار الحبيبة تستحث جهودنا |
كيما نصب على الجحيم الماءَ ! |