العزلة أيام الفتن هي : رأس الفضائل، ولجام الرذائل، ودليل العزائم ، ونجاة الشدائد، ومرشد الصبر عند المصائب، ومعيار الرضا والقناعة ،بها تسكن النفوس إن أوحشتها صروف الحياة.
ولكن :
قد تغدو العزلة من الكبائر !!!
حين ينضم المسلم المؤمن إلى الكتلة الصامتة ، أو يصبح مذبذباً في ولاءاته ، أو عند تجاهل خروقات سلطان القانون الفاسد والدين المبتدع والمجتمع التائه ..
حين تكون العزلة اختياراً يضمن السلامة في معركة الشهوات والغرائز مع الضمائر ، ويرضى المنعزل بالقدر : خيره وشره وهو صامت لايحرك ساكناً ويتغافل عن قول الله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
اليوم نشهد من يخدع نفسه : معتزلاً معركة الرزق الحلال ، بل ويرضى جائحة الفقر. وعسرة الحاجة. وذل السؤال.
اليوم نشهد من يخدع نفسه : ويتجنب المخالطة فيقطع الأرحام، ويفرق شمل الأصحاب ، بحجة أن المخالطة أورثته مهلكات الحسد والكذب والنميمة والنفاق والخيانة ..
نعم : إن الإنسان هو الضعيف الهلوع الجزوع ، المترف، المتكبر المتجبر، السافك الدماء، ولكننا مطالبون بالعيش ضمن هؤلاء ومعهم وبينهم لنتميز عنهم : فنكون لشقاء الحياة الشفاء ، وللضعفاء مصدر القوة ، وللطغاة مصدر المقاومة والتحدي
العزلة في أيامنا تعني بصراحة : قيادة الشيطان ليخرب ما عمَّر الله ، فيتحول المؤمن جندياً من جنود ابليس وهو لا يشعر ، فمن اعتزل هموم أمتنا الإسلامية صار من جنود العدو .... صدقوني !!