المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض الرشايده
كان كل مساء يرتمي على ذاك الرصيف المظلم ويغفو، تداعبه الجرذان رفيقته منذ أعوام وجليسته ، في الصباح يخرج باحثاً عن لقمة العيش ،هذه حياته التي يعيش في صبيحة يوم اشعل سيجارته وخرج كعادته ،في طريقه صادف أحدهم ملقى على الأرض يكاد ردّ أنفاسه ويضع رأسه على حقيبة ، حمله وأسعفه الى المشفى والرجل يلفظ أنفاسه الأخيرة ، مد اليه الحقيبة ويداه ترتعشان ،قال له بصوت بطيء يصاحبه التعب:أبنائي.. ،غادرت روحه الجسد وتهاوى كبنيان أثقلته السنين ،غادر المشفى حاملاً الحقيبة عاد الى تلك الزقاق وفتحها..! رعب ،ارتجاف ، دموع ، وتقلبات حدثت له ، يالهول ما رأى ..!! أموال باهظة ،أصيب ببعض الارتباك ، لا يعلم ما سيفعله، وجد في الحقيبه بعض الاوراق الخاصه بالرجل ، بلا تردد رماها في حاوية القمامه ! ،لأول مرّة في حياته يرمي نفايات ، الى فندق قريب ، أريد غرفةً لو سمحت ، رافقه الى غرفة جميله ، أغلق الباب على نفسه ،عدّ النقود ، وجدها ألفان وخمسمائة ألف ألف !، هذا مايعرفه من عد النقود ،لا يهمه العدد المهم انها باهظة ، في اليوم التالي ، ذهب الى قرية قريبة واشترى لنفسه منزلاً جميلاً وسيارة جميلة ، أعتبره سكان القرية من أغنى أغنياؤهم ، وفي أول شهر له عرفته كامل القرية وامتلك الأراضي، كان طيباً معهم ،وعينوه كبير قريتهم ومسؤولاً عنهم ،علا شأنه وارتفع مقامه ،بعد مضي عدة أشهر أصبح مهماً في الدولة ، ولديه حرس خاص، وذات يوم مرّ من تلك الزقاق ، رأى الجرذان ، أدار وجهه وأنكرها ، تبعته الجرذان حتى وصلت الى قريته التي فرض عليها بماله ، ودخلت الى منزله ،قرضت كل مالديه من أموال وأوراق وأثاث ،عاد الى منزله تفاجأ بما رأى فتات أمواله واوراقه مبعثرة ،حتى ملابسه !،ت جول في أرجاء المنزل ، الجرذان لم تبقي لديه ولا تذر سوى قصاصةً مكتوب عليها (هكذا كنت،وستبقى) ....................!!