عن بعض الغدر أكتب
يلزمني الكثير من الغدر لأكتب عنه ، يصيبني كثيرا بسهمه لسذاجة بنفسي يصعب علىّ اقتلاعها ، لا أحتاط أبدا ، يقولون أن المؤمن لا يلدغ مرتين من مكان واحد وأنا الدغ كثيرا ولا أحتاط 0 ولكوني ككثيرين أحاول تجنب الخسائر الفادحة خاصة في العلاقات الإنسانية لأني أتمسك بذاكرة قديمة خرفة بعيدة كل البعد كل البعد عولمة العلاقات وتعددها وبعض الخسائر لا تعوض تماما كما يصعب على الزجاج ترقيعه ولكوني اعرف ككثيرين أن الدسائس والمكائد موجودة منذ الأزل وتسعى بين الناس وأهل القلم أحاول جاهدة أن أحمى ابتسامتي من عواقبها ، لأنه لا خسارة أفدح من هذر تفاءلنا بالحياة ولا ألم أوجع من التنازل علنا عن حقنا في أحلامنا ولا دموع أغلى من دموع المظلوم ولا أسوأ من تعلقنا بذاكرة ماضي لا فائدة من الانكباب عليها ، ولا يستحق من يلفظ فينا لهب أنفاسه ويفرغ ذخائر كلامه على مسامعنا تحية عابرة على شارع عام ، لأن قلوبنا لم تعد تحتمل الصواريخ المضادة منهكة تمام هي كمدننا العربية الموجوعة من حمل الحروب المتطاير من شوارعها جمر النزاعات .
والنفوس التي لا تستحي لقاء المولي عز وجل لا يهمها إيجاد تبرير لغدرها لأنها لا ترى أبعد من مصلحة دنيوية زائلة ولم تسمع بقول
كل ابن ادم وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
الزائلة هذه غطت على نقاء القلوب بطينة سوداء تحفها شهوات الدنيا واللهث خلف المال جعلنا دوما نعيش تحت خط الأنا العليا بأخلاقها وإن المرء منا ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ورسولنا الكريم بعث فينا متمما لمكارم الأخلاق وهل أفضل منه في سمو ومكارم الأخلاق وهو الذي قرن اسمه بالمولى عز وجل في شهادة البراءة من الكفر