شَــرَك
مشاهد في ضباب مابعد ثورة(25) يناير
أوَ كُلّما شطَّ التمنِّي يرتقي منـَّــا إله
كلٌ يُقَّرر إنّه رب الحقيقةِ والطريقةِ
والفلاحِ وإنّه مَن عنده طوْق النجاهْ
ويبيع في سحت الخلاف رفيقَهُ
إن لم يُغنِ على هواهْ
والشعب جرح نازفٌ ودمٌ رخيص مهرقٌ بيد الغُلاهْ
واللعبة الرعْنَاء كل خيوطِها في كفِّ أقطابٍ قساهْ
كل يبثُّ خِداعه زورًا ليدرك ما اشتهاهْ
زادت وأصبحت السياسة ملعبا يحلو لأفْواج القضاهْ
فلتغْلقوا كل الدوائر فترة ولْنَنْدب الشيطانَ يحكم بيننا حكما يَراهْ
هذا يُفَعَّلُ كلّما غضب القضاهْ
ومجـــرِّدٍ حملات وهــم غـازيـًـا
جيش السراب فليس يُعْــرفُ ما دَهَــاهْ
أو تائـه عن وعيه حين احتسى خمر الحيـاهْ
يرسو ويسبح وِفْق ما أوْحَى له الموج اتجاهْ
أو مُزعج الدنيــا صيــاحا ..راح يعلنُ سُخْطَــه من فوق عَرشِ أمانهِ ..
من بعـد ذلِّ ولائــه في جحره.. والذئب يَرْتعُ في ربـَــاهْ
هو ما تكلَّف أن يردَّ الروحَ للشعب الذي
فُـرضَ الشقاءُ عليه والبؤسُ احتواهْ
هو ما تكلّف ما يُؤاسي الجرحَ للوطن المُمَدّد في دمــاهْ
والحاكمون مُنَعَّمون بما جنَوا .. يتنازعون كؤوسهم
من نهر طهر دمائــه مُتَرَبِّعين على أسَــاهْ
وأراه أوَّل هاربٍ لو لَاحَ جــرْذٌ في حِمَـــاهْ
ومؤذنٍ بغريب أفكار نَمَتْ
في سُحْتِ أرض إذْ يُجَافي طبع بذرتهـــا ثراهْ
أو سادر ما مرجع له مقنع إلاّ هـــواهْ
ولقــد يَـزَلُّ وقــد يظــلُّ على يقين في النُهَـــى فيمــا أتــاهْ
أو ناهب لدمــاء أبطال قضَــوا
واستقبلوا بصدورهم نيران حكام عُتـــاهْ
أو مدّع طُهر الولاية فهْوَ محتكـر الهِــدايةِ
والسواد على ضـلال ما عـداهْ
ولقد يزيد تعنتــا في رأيه أو فعله ( فالموت حق للعصــاهْ)
والناس بعدُ حسابهم لله إذْ لا شأن فيه للدعاهْ
لو أنهم رسل الإله فمــا لهم إلاّ الأنـَــاهْ
والدين أجمل حكمة في عرضــه
وأحقُّ أن يُـؤْتِــي نــــداهْ
كن فيه معنىً مشرقا .. لتُعيدَ تأليفَ القلوبِ لمقتضــاهْ
دَلَفَ الضبابُ إلى الصوابِ .. فما الطريق وما مــَداهْ
كلٌ يدبُّ على طريق موغلٍ
و إذا رأى للحق دربـًـا ما اقتفــــاهْ
لا تنبهرْ بِبَريقِ ضوءٍ قد تعــاني من لَظَاهْ
الله يهدي للطريقِ .. وأنت تبحث عن مَضِيقٍ للنجــاهْ
ولديك أفقٌ وارفٌ إن شئت فاقطفْ من هُـــداهْ
إنْ تفقد الأفكارُ عندك روحَهـــا
صارت كجسم فُرِّغت منه الحيـــاهْ
ثبِّتْ حروفَك حارسـًـا .. تَزِن المعاني صحَّة قبل الشفـــاهْ
فهي الأحقُّ بأن تَنَــالَ صيــانةً عمَّا نــراهْ
بعض الكلام أَظنُّـــه شَــــرَكًا تَـزَلُّ به الجباهْ
وهناك درب لازبٌ
ما ظلّ مالٍ نافعٌ فيهِ .. ولا ظلٌّ لجـــاهْ
نصف البــلاد قد اسْتَمعن الهديَ من وحي السمــاءِ
ونصفهــا من بعــدُ لم تسمعْ صـــداهْ
نصف الأُولى استمعوا مضَوْا وكأنهم لم يُـقصدوا
والآخرون تَنَاقَضوا ..والبعض قد لبـَّى نـــداهْ
لا يفْتــَأ الإنسان تُغْريـه الأماني ناســـيًا أين المصيرُ ..
وأنَّــه قبض الهواءَ .. وأنـَّـه رهنٌ لما اكْتَسَبت يـــداهْ
يـُـؤْتى وكلٌ وحـْــدَه .. يا ويْحَــه
من كان قبلُ قد افترى مما افتــراهْ
الأمر أكثر دقّــةً مما نظن ومُلْـزمٌ للإنتباهْ
كلٌ سيجني حقَّـــه مما جَنَــــاهْ
والحكم حكمٌ نــافــذٌ .. لا ريبَ فيهِ
إنّـــه حكم الإله