بائع العتيق
مر بجانبي بائع (العتيق) وقد خفض صوته لحظة صرنا مع بعضنا على خط واحد حتى شعرت بكتفه تلامس كتفي ثم عاد يصيح كعادته بعد ان تجاوزني ببضع خطوات ...
لا أدري أين رأيت الرجل ..! فملامحه مألوفة لدي ..!
تألمت لحاله ؛ رجل كبير في السن يمارس هذا العمل المجهد لاحول ولاقوة الابالله ...
التفتُ أتحقق صورته فوجدت وجهه بوجهي ملتفاً اليَّ...!
ازدتُ حيرة ورحتُ أعصر ذاكرتي ، من تراه يكون ؟ لعله من أصدقاء والدي ، أو أحد أقاربي البعيدين ؛ لانراهم إلا في المناسبات ، لكني لم أفلح فيما اجتهدت فيه ...
مازلت والطريق سائراً معي حتى وصلت سوق المدينة أروم شراء بعض الخضر...
جمعت حاجياتي بكيس كبير وعدتُ من حيث ذهبت ، لاتفارق ذهني سحنة الرجل ، وكلما حاولت تذكره أشعر أني نسينه أكثر فيتررد صوت في خاطري يبدد اهتمامي ويقلل من شأن ما انشغلت فيه ، ويسول لي التناسي عنه ..
في طريق عودتي شاهدتهُ مرة أخرى يمارس عمله ...
مرقت بجنبه ، سلّمَ عليّ باسمي ... فاندهشت كثيراً ..يعرفني ولا أعرفه ياللخجل ..
بادرته بالسؤال بعد رد سلامه : وهل تعرفتي ؟
نعم أعرفك جيداً فالمعلم لاينسى تلاميذه ياولدي..
محمد مشعل الكَريشي / 9-12-2012