...هكذا حدثني صاحبي:
... وأخيرا ظفرت به ..انه الرجل صاحب القدم ذي الست اصابع..
وليست هذه امنيتي ..وليس من احلامي ان افتش في ما شذ او غرب من خلق الله ..وليس من عادتي ان اتفرس في اقدام الاخرين لأحصي اصابعهم ..ولكنها - ولعنة الله على ابليس - واحدة من وساوسه وألاعيبه فهو لا ينفك يوسوس لابن ادم اذا شرع في صلاته ليفسدها عليهم او يصرفهم عن واحدة من اهم غايات الصلاة وهي الصلة بالخالق جل و علا.
أحيانا يأتيك اللعين بفواتير الماء والكهرباء يحصيها عليك ..و بمشاكل العمل وربما جاءك بحل لمعضلة تقض مضاجعك في عملك او معيشتك اليومية ليس حرصا عليك وانما لان افساد عبادتك اولى اليه من امور دنياك ( الشيطان يعدكم الفقر ..)
ولكنني لم اتخيل ان يشغلني الشيطان بالنظر لقدم من يصطف بجانبي في صلاة الجماعة لأنتظر متى ستقع عيني عن من بقدمه ست اصابع ..قد يكون الامر مضحكا ولكنه بالفعل ما كان ..وهكذا وبعد شهور طويلة ..وبعد فراغي من صلاة العشاء رأيت ضالتي ..انه شاب في العقد الثالث من عمره ..وكان يصلي السنة على مقربة مني .أتبعته بنظرة اخرى حتى تيقنت انه هو ..انتظرته حتى اذا فرغ من صلاته ..تبعته وهويخرج من المسجد ..خطر لي ان اعانقه واهنئه ..فقد حقق لي منيتي بعد طول انتظار ..ولكن ماذا ساقول له ؟؟ ومتى كانت أصابع القدمين مدخلا لصداقة او تعارف ..؟وكيف استهل حديثي معه ..هل أقول له ما شعورك وقدمك تحمل ست اصابع ..ولكني خشيت من عواقب ذلك فاثرت أن أحتفظ بما نلته وان لا افسد فرحتي برعونة او جهل..اكتفيت بالقاء السلام عليه مشفوعا بنظرة اكبار.. و مضيت في طريقي ..
وأخيرا قتلت واحدة من وسوسات اللعين ..فهل لي بعزيمة لأطرد ما سواها ..وتحية لكل من عنده ست أصابع..